أنت هنا

10 رجب 1424
عواصم - وكالات


انضمت روسيا أمس إلى فرنسا وألمانيا في المطالبة بتعديل مشروع القرار الأميركي حول العراق الذي تعتبره غير كاف, مكررة الدعوة إلى أن يتضمن دوراً أساسيا للأمم المتحدة في هذا البلد.
فقد نقلت وكالة انترفاكس عن وزير الخارجية الروسي ايغور ايفانوف قوله من طشقند أن "المواقف التي يتضمنها مشروع القرار تعكس مبادئ دافعت روسيا عنها على الدوام". لكنه أردف قائلاً أن المشروع "بحاجة إلى إعادة صياغة جديدة لكي يتم تحقيق هذه المبادئ بشكل كامل".
وذكر وزير الخارجية الروسي الذي يشارك في عاصمة اوزبكستان في اجتماع لمجموعة شنغهاي أن روسيا "ليس لديها أي حساسية في وضع هذه القوات تحت قيادة الولايات المتحدة لكن بشرط أن يوضع نشاطها تحت هذه السلطة في إطار تفويض من مجلس الأمن الدولي". لكنه ما لبث أن أوضح أن مسألة القيادة يجب أن تبحث بعد أن يمنح مجلس الأمن تفويضا لهذه القوة.

وذكر ايفانوف أن لروسيا أولوية أخرى مشدداً على ضرورة "التعجيل بإعادة السيادة للعراق مع تشكيل هيئات حكم شرعية لتنفيذ كل مهام ما بعد الحرب".
وقال أن الموقف في العراق ما زال خطيراً جداً وحث الولايات المتحدة على عدم التهوين منه. وأضاف "وفي هذا الشأن لا يمكن لأحد سوى أن يعبر عن دهشته إزاء التصريحات التي تصدر عن بعض المسؤولين في واشنطن والتي يرددون فيها أن الحياة في العراق تعود إلى طبيعتها وتصبح كل يوم افضل من اليوم السابق". وقال "يجب عدم تضليل أحد... الموقف في العراق لا يتحسن وإنما يصبح أسوأ كل يوم عن اليوم السابق".

في غضون ذلك, أعلن وزير الخارجية الفرنسي دومينيك دو فيلبان أن مشروع القرار الأميركي يسير في "الاتجاه الصحيح" لكنه ليس كافياً لإعادة السيادة إلى العراق بسرعة.
وقال دو فيلبان لصحيفة "الفيغارو" أن هذا المشروع "يبرهن على إرادة واضحة في الانضواء تحت راية الأمم المتحدة ..... أنه يسير في الاتجاه الصحيح".
وعبر الوزير الفرنسي عن اسفه لان النص "مستوحى بشكل أساسي من منطق الأمن ولا يأخذ في الاعتبار إلى حد كاف الضرورة السياسية لاعادة السيادة إلى العراق بسرعة بنقل السلطة التنفيذية إلى مؤسساته". وأضاف أن المشروع "لا يعهد بمسؤوليات كافية إلى الامم المتحدة في العملية الانتقالية السياسية", مؤكدا أن فرنسا ترى أنه "يجب نقل السلطة السياسية إلى العراقيين بسرعة".

وعبر دو فيلبان عن ارتياحه للاتصالات الجارية مع روسيا وبريطاينا.
وأكد أن فرنسا وألمانيا "ستواصلان تشاورهما الوثيق في كل مرحلة". وأضاف أن التعاون "دائم" مع روسيا "وكل شركائنا في مجلس الامن الدولي".

وفي وقت لاحق اعتبر شرودر في براغ أن مشروع القرار الأميركي «أدى إلى تحريك الأمور, يجب الاعتراف بذلك وقد اتضح ذلك جلياً بالأمس". لكن المستشار الألماني رفض الإدلاء بالمزيد مؤكداً أن ألمانيا تحتفظ بموقفها لشركائها في مجلس الأمن الدولي.
لكنه قال "بغض النظر عن المواقف التي اعتمدناها خلال الحرب, الأمر يتعلق الآن بحصول الشعب العراقي على إمكانية أن ينعم بالاستقرار والديمقراطية".

وتشكل روسيا وفرنسا وألمانيا ثلاثياً عارض الحرب ضد العراق ويطالب حالياً بدور اكبر للأمم المتحدة في هذا البلد يتضمن الإشراف المباشر على إعادة الاعمار والعملية السياسية وقيادة القوة المتعددة الجنسيات لحفظ السلام.