أنت هنا

17 رجب 1424
فينا - وكالات


في قرار اعتمد من دون تصويت، حددت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أمس الجمعة، مهلة لإيران حتى 31 أكتوبر/ تشرين الأول المقبل، لتبرهن على أنها لا تطور سلاحا نوويا، كما طلبت الوكالة من إيران وقف تجاربها لتخصيب اليورانيوم. ما آثار غضب الإيرانيين الذين انسحبوا من الاجتماع في فيينا احتجاجا، بعد إعلانهم رفض المهلة بالقول أن "لغة هذا النص كالسم".
واعتبر الوفد الإيراني في مباحثات فينا، أن هذا القرار يخدم الولايات المتحدة وإسرائيل، كما اتهم واشنطن بالإعداد لغزو بلادهم مثلما غزت العراق.

وقال مسؤول أميركي أن الخناق يضيق حول إيران كي تثبت أنها ليس لديها برنامج سري لصنع أسلحة نووية وإلا فقدت حقها القانوني في الحصول على تكنولوجيا نووية من روسيا وغيرها من البلدان.
من جهته قال المدير العام للوكالة الذرية محمد البرادعي إن الوكالة ستعتمد الآن بعد تحديد المهلة "مقاربة حازمة" للملف النووي الإيراني.
وصرح في ختام اجتماع مجلس الحكام، الهيئة التنفيذية للوكالة، "سنعتمد مقاربة حازمة ومكثفة جدا، بحيث ننجز عملنا. وسنعمل على الحصول على جميع المعلومات التي نحتاجها" لحمل إيران على احترام التزاماتها في إطار معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية.

وتابع البرادعي أن "المجلس وجه رسالة قوية لدعم عمل الوكالة، كما وجه رسالة خالية من اللبس إلى إيران التي يتحتم عليها الآن التعاون معنا بشكل تام وكلي وبشفافية مطلقة".

وجاء القرار في اجتماع مغلق بعد خمسة أيام من المفاوضات المكثفة بين الدول ال35 الأعضاء في مجلس الحكام في الوكالة في فيينا. وقدم مشروع القرار استراليا وكندا واليابان.
وفي حالة عدم التزام إيران بالقرار، فإن هذا الأمر سيحال إلى مجلس الأمن، وهو ما يحتمل أن يؤدي إلى فرض عقوبات عليها.

وانسحب السفير الإيراني لدى الوكالة علي اكبر صالحي من الاجتماع احتجاجا على القرار. وهدد صالحي في بيان بإعادة النظر في التعاون بين بلاده والوكالة التابعة للأمم المتحدة. وجاء في البيان الإيراني " لن يكون أمامنا خيار سوى إعادة النظر بشكل جذري في المستوى والمدى الحاليين لالتزامنا مع الوكالة بموجب هذا القرار".
وقال: " إننا نرفض المهلة التي حددها هذا النص. أنها تخدم مصالح الجهات الأحادية التحرك وتنبئ بكارثة للوكالة".

وهاجم النص الإيراني بصورة خاصة الولايات المتحدة وإسرائيل، حيث يرى أن " بين أولئك الذي سعوا وأنتجوا أسلحة نووية خارج الدول الخمس، تغفر هذه الجريمة لإسرائيل".
وتابع صالحي في البيان "لا يخفى عن أحد أن الإدارة الأميركية الحالية، أو على الأقل أوساطها النافذة، تراودها فكرة اجتياح ارض جديدة، بما أن هدفها هو إعادة تنظيم وترتيب مجمل الشرق الأوسط"، في إشارة إلى الحرب على العراق.