20 رجب 1424
الرياض - وكالات


أدى نشوب حريق في أكبر سجن بالمملكة العربية السعودية أمس الاثنين، إلى وفات 67 سجيناً وإصابة 23 آخرين، ثلاثة منهم من رجال الأمن، وفق ما ذكر مدير مصلحة السجون في الرياض.
وقال مراسل وكالة الأنباء الفرنسية، أن مرتبة اسفنجية اشتعلت في أحد الزنازين الواقعة في الجناح رقم 19، والتي تأوي نحو 20 سجيناً، ما أدى لاندلاع النار بسرعة في الجناح.
مشيراً إلى أن الجناح يستوعب نحو 200 سجين تقريباً.

وقد أطفأت فرق الإطفاء النار بعد 3 ساعات تقريباً من نشوبه، وبعد أن أودى بحياة نحو 67 شخصاً، ماتوا بسبب استنشاق الدخان الكثيف.

إلا أنه من غير الواضح إلى الآن ما إذا كان الحريق نشب بسبب متعمد أم أنه حدث بطريق الخطأ. كما لم يصرح المسئولون السعوديون ما إذا كان الحادث مفتعلاً، أو أن جهات خارجية شاركت فيه.

ونقلت وكالة فرانس برس عن سعد الفقيه، زعيم حركة الإصلاح الإسلامي من لندن، ادعائه أن الحريق أدى إلى مقتل نحو 144 سجيناً، و40 من قوات الأمن.
وزعم الفقيه في اتصال أجرته الوكالة معه أن هذه المعلومات استقاها من مصدر أمني موثوق (...) مشيراً إلى أن وفات 8 ضباط في الحادث.
كما ادعى الفقيه إلى أن السجناء هم الذين أشعلوا النيران، من أجل لفت الانتباه لأوضاعهم وشكواهم، على الرغم من أن التحقيقات لم تصدر حتى الآن بشأن سبب الحادثة.
بالإضافة إلى مجموعة من المزاعم بشأن عمليات الإنقاذ التي رافقت الحادث.

على أن الجنة التي كلف بتشكيلها الأمير نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية، لم تصدر أي معلومات إلى الآن، وما تزال وسائل الإعلام بانتظار نتائج التحقيقات الأولية عن الحادثة.

وكانت مصادر إعلامية ذكرت أمس، إن الحريق شب في الإصلاحية التابعة للمديرية العامة للسجون بالرياض في الحائر، وأن الوفيات نجمت عن الاختناقات التي سببها الحريق بين صفوف السجناء.
ونقلت وكالة الأنباء السعودية (واس) عن مدير الإدارة العامة للسجون بوزارة الداخلية قوله، إن الجهات المختصة باشرت أعمال الإطفاء والإنقاذ.
وأضافت الوكالة أن الأمير نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية السعودي، أمر على الفور بتشكيل لجنة من الجهات المعنية لمعرفة مسببات هذا الحريق وما نجم عنه.

وأضاف مدير الإدارة العامة للسجون في الرياض إن الحريق أدى إلى حدوث العديد من حالات الاختناق التي أدت إلى الوفاة أو الإصابة، مشيراً إلى أن عدد المتوفين من السجناء بلغ (67) وعدد المصابين منهم بلغ (20) فيما بلغ عدد المصابين من عناصر الأمن العاملين في السجن (3).

وأضاف المدير العام بان اللجنة التي وجه الأمير نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية السعودية بتشكيلها لمعرفة مسببات الحريق مستمرة في عملها، وأن نتائج التحقيق وسوف تعلن فيما بعد.

وذكرت مصادر طبية أن 3 طائرات إنقاذ تابعة للدفاع المدني كانت قد ساعدت في نقل ثمانية من الجرحى إلى مستشفى قوى الأمن من بين الـ 23 الذين أستقبل منهم ذات المستشفى 15 جريحاً في الوقت الذي أُدخل 8 آخرين إلى مستشفى الإيمان الذي يقع بمقربة من موقع الحادث وشارك في عمليات نقل المصابين إلى المستشفيين 38 عربة إسعاف تم استنفارها من مستشفيات حكومية وأهلية ومن الهلال الأحمر.
وأكدت المصادر الطبية أن معظم ضحايا الحريق لم يتوفوا حرقاً بل لقوا حتفهم جرّاء الاختناق بالأدخنة التي عمت عنابر السجن الكبير.

وهرع إلى المكان فرق كبيرة من الدفاع المدني والهلال الأحمر للمشاركة في إخماد الحريق وإنقاذ المساجين وأعلنت المديرية العامة للشؤون الصحية في الرياض خطة الطوارئ الخاصة بالكوارث واستنفرت الاستعدادات الطبية لإخلاء وعلاج المصابين.