
نشرت أمس كبرى الصحف الأمريكية صورا واضحة لجثث المدنيين الأمريكيين الأربعة الذين قتلوا في الفلوجة الأربعاء الماضي، والتي أقدم حشد غاضب على التمثيل باثنتين منها، في واقعة مشابهة لما جرى في الصومال عام ،1993 في حين استهلت شبكات التلفزيون الأمريكية الرئيسية نشراتها الإخبارية بلقطات للعملية لكنها شوشت عمداً على الجثث.
ونشرت صحيفة " النيويورك تايمز" في صفحتها الأولى صورة التقطها مصور وكالة " الاسوشيتدبرس" تبدو فيها جثة متدلية بوضوح من جسر.
وقال رئيس التحرير التنفيذي بيل كيلر " من جهة لا تستطيع الابتعاد عن الخبر، وفي هذه الحال هو التمثيل بالجثث ومظاهر الفرح لدى الجمهور. ومن جهة ثانية علينا ان نأخذ في الاعتبار الآلام التي تسببها هذه الصور لعائلات الضحايا والقراء والأطفال لدى مشاهدتها وهم على طاولة الفطور".!!!
واختارت صحيفتا "ميامي هيرالد" و" بوسطن هيرالد" صورا مماثلة.
وأوردت صحيفة " فلوريدا تايمس" صورة جثة متدلية من جسر في إحدى صفحاتها الداخلية موضحة انه على رغم الإزعاج التي قد تسببه هذه الصورة إلا إن التحرير رأى ضرورة نشرها لإعطاء القراء فكرة حقيقية عما حدث. !!
واختارت "البوسطن غلوب" لصفحتها الأولى صورة لحشد من العراقيين الفرحين قرب سيارة محترقة ولصفحتها الداخلية صورة لوكالة " رويترز" لعراقيين يركلون إحدى الجثث.
أما "الواشنطن بوست" و" يو اس توداي" فنشرتا صورة " رويترز" على صفحتيهما الأوليين وأوردتا الصورة التي اختارتها " النيويورك تايمز" لصفحتها الأولى في صفحاتهما الداخلية.
وفيما بثت شبكات عالمية للتلفزيون شريطا كاملا للعملية، آثرت شبكات التلفزيون الأمريكية الامتناع عن ذلك. وبثت شبكتا "اي بي سي" و"سي بي اس" لقطات ظهرت فيها جثة أخرجت من السيارة التي كانت تحترق بينما انهال عليها عراقيون غاضبون بالضرب برفوش ثم علقت على جسر.
لكنهما شوشتا عمدا صور الجثث بعدما حذر مقدمو النشرات المشاهدين من قسوتها. !!
وأجرت شبكة "إن بي سي" معالجة للشريط كي لا تظهر الجثث على الشاشة. وبثت شبكتا "سي إن إن" و"فوكس" طوال النهار لقطات لهذا الهجوم من دون عرض صور الجثث.
وربطت كل وسائل الإعلام الأمريكية هذا الهجوم بالعملية التي قتل فيها جنود أمريكيون في الصومال عام .1993 وكانت صور جثث هؤلاء الجنود تسحل في الشارع أدت إلى التعجيل في قرار انسحاب القوات الأمريكية من الصومال.
وقالت صحيفة (النهار) اللبنانية الصادرة اليوم الجمعة، والتي بثت الخبر، أن المدنيين الأمريكيين الأربعة الذين قتلوا في الفلوجة كانوا يعملون مع شركة "بلاكووتر سيكيوريتي كونسالتينغ" الخاصة التي تتخذ مويوك في كارولينا الشمالية مقرا لها.