11 ربيع الأول 1425
الفلوجة - المسلم

أعادت قوات الاحتلال الأمريكي انتشارها في مدينة الفلوجة المحاصرة منذ ما يزيد عن العشرين يوما، بعد بسالة المقاومة العراقية التي رفعت عدد القتلى الأمريكيين خلال شهر أبريل الماضي إلا عدد يفوق قتلى الاحتلال خلال عملية احتلال العراق.

فقد بدأ جنود المارينز التابعين للفيلق الخامس بمغادرة مواقعهم في المنطقة الصناعية الواقعة إلى الجنوب الشرقي في حين سيستمر وجود ما بين 70 إلى 80 جندي في مصنع في ذات الحي على أن ينسحبوا منه خلال الساعات القادمة .

وذكر شهود عيان أن قوات الاحتلال الأمريكي انسحبت من مواقع في مدينة الفلوجة المحاصرة اليوم الجمعة بعد محادثات استهدفت إنهاء مواجهة مع المجاهدين العراقيين.
ولفت الشهود إلى أن مشاة البحرية الأمريكية تركت العديد من المواقع في الجزء الجنوبي من الفلوجة وتراجعت من بعض المواقع الأخرى في الجزء الغربي من المدينة, وبحسب الشهود أيضا فان أفراد الشرطة العراقية انتشرت في مواقع مختلفة من الفلوجة.

وتأتي هذه الخطوة بعد أن قرر الأمريكيون نقل الإشراف على المدينة إلى قوة مكونة من جنود عراقيين ينضم إليهم جزء من المسلحين تحت قيادة أحد ألوية الجيش العراقي السابق، بعد فشل القوات المحتلة في السيطرة على المدينة التي لم تهدأ فيها المقاومة منذ محاصرتها قبل ثلاثة أسابيع.

من جانبه قال أحد أعضاء الوفد المفاوض: " إن المرحلة الأولى من الانسحاب الأمريكي بدأ بالفعل يوم أمس الخميس على أن تستكمل في الثاني من الشهر المقبل حيث سيسحب جنود المارينز من الضواحي الشمالية للمدينة" .

وفي المقابل ادعت وزارة الدفاع الأمريكي أنه لا علم لها بأي اتفاق يقضي بانسحاب أمريكي من الفلوجة، وذلك في محاولة للحفاظ على ماء وجهها، في حين أوضح مسؤول في سلطة الاحتلال أن الانسحاب من الفلوجة لن يتم قبل دخول قوات الدفاع المدني العراقية.

وكانت المقاتلات والمروحيات العسكرية التابعة للاحتلال الأميركي قد جددت الليلة الماضية قصفها لمدينة الفلوجة مستهدفة حي الجولان والأحياء الواقعة في غربي المدينة المحاصرة.

كما واصل القناصة الأميركيون المنتشرون في عدة مواقع في محيط المدينة إطلاق الرصاص باتجاه المواقع التي يعتقدون أن عناصر المقاومة يتحصنون فيها، إلا أن كل ذلك لم يفلح في تهدئة أو أيقاف المقاومة العراقية التي أصرت حتى النهاية على عدم تسليم المجاهدين الذين قتلوا الجنود الأمريكيين في الفلوجة قبل نحو شهر، ما أجبر الاحتلال على التراجع عن هذا الشرط، في سبيل الحفاظ على جنوده الذين تساقطوا في المدينة بشكل مخجل.