
اهتمت الصحف الأمريكية بزلة لسان نادرة للرئيس الأميركي بوش أثناء حديثه إلى قادة البنتاجون أمس عن مشروع الإنفاق الدفاعي في الميزانية الجديدة للدفاع، وقدرها 417 مليار دولار، منها 25 ملياراًَ تمويلاً للعمليات في للعراق وأفغانستان.
وقال بوش : أعداؤنا مجتهدون ولديهم دهاء وحيلة، وكذلك نحن.. إنهم لن يكفوا عن دراسة سبل جديدة لإيذاء بلدنا وشعبنا وكذلك نحن. !!
وقد تحولت زلة اللسان هذه إلى مادة لتعليقات الصحف العربية والأجنبية ووسائل الإعلام العالمية .
واعتبر الكاتب بوب هيربرت في صحيفة نيويورك تايمز الأميركية أن الضغوط على بوش وإدارته هي السبب الأول في تلك الأخطاء القاتلة – على حد قوله – .
وقال هيربرت: "إن الحكومة التي نتبعها تبدو وكأنها تتبع نصاً من مسرح العبث، فبدلاً من العمل مع الحلفاء على التصدي لتبعات أحداث الحادي عشر من سبتمبر قمنا بإهانة الحلفاء، وأرسلنا جنودنا إلى فخ العراق".
وأضاف الكاتب: "إن البلاد تبدو مشلولة ومشوشة تجاه قضايا العراق والإرهاب بسبب فشل القيادة".
لقد أعلنت هذه الهفوة من بوش أن حكومته ـ مثل من سماهم " الارهابيين" ـ لن تدخر جهداً في إلحاق الضرر بالولايات المتحدة !
وقد تبدى بعض هفواته ما يكون من مكنونات عقله الداخلية، كما أعلن في بداية حربه على العراق قائلاً : إنها حرب صليبية.
وكذلك قال : إن الرب هو الذي يدفعني لهذه الحرب لتحقيق البشارات الإنجيلية .
وقد لا تكون هفوة الأمس هذه أكثر هفواته أثراً، ولكنها قد تكون الأكثر واقعية ، فهو ربما لم يوفر جهداً منذ توليه الرئاسة حقاً في إلحاق الضرر بأمريكا.
وقد ساقت بعض الصحف تذكيراً ببعض هفوات بوش التي لا تنتهي، وهذه بعضها :
ـ في الثامن عشر من كانون الثاني (يناير) 2001م ،أي قبل بدء ولايته الرئاسية بيومين، قال: أريد أن يسمع كل شخص بوضوح أنني سأكون رئيس كل شخص.
ـ في آذار (مارس) 2003م، قال: أفهم أن عدم الاستقرار في الشرق الأوسط سيخلق عدم الاستقرار في المنطقة .
ـ يوجد قلق كبير من انتشار الإيدز في البيت الأبيض (يقصد أن البيت الأبيض قلق من انتشار الإيدز).
ـ في شباط (فبراير) 2001م، قال أثناء استقباله (رئيس الوزراء البريطاني) توني بلير في مزرعته، وفي إطار التأكيد على عمق الصداقة بينهما: كلانا نستخدم معجون تنظيف الأسنان من نوع كولجيت.
ـ في تشرين الأول (أكتوبر) 2001م، قال: لا يوجد شك في ذهني ولا شك واحد في أننا سنفشل! (يقصد أنه واثق من النجاح).
ـ في آب (اغسطس )2001م: المفجرون الانتحاريون زادوا كثيراً، يوجد العديد منهم.
وفي مقابلة مع صحيفة سلوفاكية، قبل لقائه مع الرئيس السلوفاكي عام 2000م: كل ما أعلمه عن سلوفاكيا، هو ما أخبرني به وزير خارجيتكم الذي جاء إلى تكساس.
ـ وفي الخامس من أيار (مايو) 2000م، نقلت عنه وكالة رويترز قوله: إنها الميزانية بوضوح، فهي تحتوي على الكثير من الأرقام (....).
ـ وحول لقائه مع (زعيم المعارضة البريطانية) وليام هيغ الذي زاره برفقة بطل أوليمبي سابق، قال بوش: نعم، الرجل الذي جاء بصحبة بطل الجري!
وقال : ـ الناس يعطونني دائماً أشياء، وأنا لا أقرأ أو أفكر كثيرا، فهم يعطونني مثلاً فكرة للخطاب، ويقولون ما يجب أن أقوله.
ـ أتفهم نمو الأعمال الصغيرة.. فأنا كنت واحداً منها.
ـ المدرسون هم أصحاب المهنة الوحيدة التي تدرس لأطفالنا.
ويقول بعض الأمريكيين: إنهم قد يقبلون برئيس أقل من عبقري، إلا أنهم يرفضون أن يكون رئيسهم أكثر غباء من غالبيتهم، وهنا تكمن مشكلتهم مع بوش!