
قام مسلحون مساء أمس بهجوم واسع على مخيم للاجئي التوتسي، وأسفر الهجوم عن مقتل عدد كبير وأضرار كبيرة في المعسكر.
وقالت سي إن إن: إن المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قد صرحت السبت أن مسلحين مجهولين هاجموا معسكراً للاجئين في بورندي مساء الجمعة، وقتلوا 153 لاجئاً على الأقل.
ووصف متحدث باسم المفوضية، دافيد شورت، المشهد في المعسكر بأنه دمار، ويمكن أن تسمع اللاجئين يئنون ويصرخون، إنه مشهد رهيب، لقد أشعل المسلحون النيران في المعسكر، وأتت النيران على العائلات والممتلكات".
وقال شورت: إن الهجوم كان على نطاق واسع، ومخطط على نحو جيد".
ومن جانبه، قال الجيش البوروندي: إن المعسكر يقيم فيه اللاجئون التوتسي الكونجوليون بغرب بوروندي، نقلاً عن رويترز.
وقالت حركة قوات الهوتو للتحرر الوطني، التي أعلنت المسؤولية عن الهجوم: إنها كانت تهدف إلى ضرب هدف عسكري بالقرب من المعسكر، ويوجد معسكر للجيش البوروندي على مسافة 500 كيلومتر من مخيم اللاجئين.
لكن جيش بوروندي قال: إن الهجوم استهدف عن عمد المعسكر الذي يقيم فيه اللاجئون وليس قاعدة الجيش، مضيفاً أنه تم استعادة ست جثث لاجئين كانوا قد خطفوا وقتلوا في وقت لاحق بالقرب من المعسكر.
وقالت إيزابيل إبريك (المتحدثة باسم بعثة الأمم المتحدة في بوروندي): إن 30 آخرين بين الذين نقلوا إلى المستشفى بعد الهجوم ربما ماتوا.
وقال بعض اللاجئين: إن الهجوم كان مخططاً، واستشهدوا بمنشورات وزعت في الأسبوع الماضي تحث على قتل اللاجئين التوتسي الكونغوليين المعروفين باسم بانيامولينج.
وزار (رئيس بوروندي) دوميتين نداييزي، معسكر غاتومبا، الذي يقع قرب بلدة أوفيرا في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية، ويأوي ما بين 2500 إلى ثلاثة الآف لاجئ أغلبهم من اللاجئين التوتسي الكونغوليين.
وقال نداييزي: "ما شاهدته هنا هو كارثة إنسانية، سمعت أن حركة قوات الهوتو للتحرر الوطني أعلنت المسؤولية عن الهجوم، والآن يجب على المجتمع الدولي أن يدرك أن أعضاء هذه الحركة هم إرهابيون، ويجب أن تتضافر جهودنا لمكافحة هذه الحركة".
وقال: إنه لو كان المهاجمون من الكونغو، فإن بوروندي ستتخذ "إجراءات جادة" ضدهم، لم يكشف عنها.
ويقيم الآلاف من لاجئي بانيامولينج في معسكرات ببوروندي تديرها المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بعد هربهم من الكونغو في الأشهر القليلة الماضية، قائلين: إنهم يخشون من التعرض لهجمات القوات الحكومية الكونغولية، ومن ميليشيا محلية، ومن المدنيين الكونغوليين في شرق الكونغو.
ووقع الهجوم بعد ساعات من إنهاء ازارياس روبيروا (نائب الرئيس الكونغولي، وهو من المونيامولينج) زيارة استغرقت يومين لبوروندي سعى خلالها لإقناع اللاجئين بالعودة للوطن.
واشترط اللاجئون التوتسي الكونغوليون لعودتهم تفكيك جميع الجماعات المسلحة غير الخاضعة لسلطة الحكومة، وإعادة توحيد الجيش الكونغولي.