
ذكرت صحيفة "الباريزيان" الفرنسية أن نحو 300 عائلة من أصول مغربية، من بينها 100 من مدينة نيس، لجأت إلى منطقة "لوغار" (جنوب فرنسا) فراراً من المد العنصري الذي يتنامى بجزيرة كورسيكا.
وأبرزت الصحيفة في عددها الصادرة يوم الثلاثاء الماضي، أن هذا النوع من الهجرة بدأ يتضاعف منذ سنة، مضيفة أن المغاربة الذين فروا من الجزيرة الواقعة جنوب فرنسا، لا يجرؤون حتى على الحديث عن هذه الأحداث حتى لا يعرضوا مواطنيهم الذين فضلوا البقاء هناك للخطر.
ونقلت الصحيفة تصريحات بعض المغاربة الذين لم يكن أمامهم سوى الخيار بين "حمل الحقيبة أو النعش" حيث قالوا :"هناك كانوا ينعتوننا بـ"العرب"، وهنا بـ"الكورسيكيين".
ويقول أحد المغاربة البالغ من العمر ثلاثين سنة غادر المنطقة التي ولد بها مرغماً: " لقد فضلت حمل حقيبتي"، ويضيف "لقد وصلت إلى مدينة "نيم" مع زوجتي وولداي بعد قضاء 26 سنة من عمري بكورسيكا، لقد ازددت هناك وزوجتي أيضاً، كما كنت من بين الأوائل الذين ركبوا الباخرة سنة 1999م بسبب موجة الكراهية المتزايدة ضد المغاربيين".
ولا زال هذا المغربي الذي فضل عدم ذكر اسمه نظراً لكون عائلته لا زالت موجودة بالجزيرة؛ يتذكر أصدقاءه الكورسيكيين وشبابه الذي قضاه بعيداً عن أجواء العنصرية التي تعم المنطقة حالياً.
وشرح المواطن المغربي ظروف مغادرته للجزيرة قائلاً: "أصبحت الحياة لا تطاق عندما حاولت تأسيس بيت لي، لقد لوحوا لي أن ذلك غير ممكن؛ لأنني عربي وهددوا عائلتي، حتى أصدقاء الطفولة فضلوا التعامل معي في السرية".
وبالفعل، يضيف المغربي" حينما كان الآباء يشتغلون وفي ظروف صعبة بالحقول والبناء كانت الأمور عادية، أما الجيل الثاني الذي بدأ يأمل في مناصب أحسن لم يعد أمامه سوى مخرج واحد، هو: البحث عن شغل بالعاصمة".
وكانت الشرطة الفرنسية قد قامت يوم الاثنين بحملة واسعة استهدفت المجموعة المسلحة "كلانديستيني كورسي" التي أعلنت مسؤوليتها عن سبع عمليات ضد رعايا من أصول مغاربية في كورسيكا.
وقد سمحت هذه الحملة بتوقيف عشرة أشخاص أعضاء محتملين في هذا التنظيم المسلح .