أنت هنا

6 محرم 1426
بيروت - المسلم

سادت أجواء عسكرية في العاصمة اللبنانية بيروت، منذ عصر أمس الاثنين، بعد عملية الاغتيال التي استهدفت رفيق الحريري (رئيس الوزراء السابق ورجل الأعمال) عبر تفجير سيارة مفخخة استهدفت موكبه الشخصي، أثناء مروره في أحد شوارع بيروت.

وقد أدى الانفجار الهائل إلى تفحم جثة الحريري ومقتل 9 أشخاص آخرين، وجرح ما لا يقل عن 100، بالإضافة إلى احتراق نحو 20 سيارة في محيط المنطقة، وتحطم واجهة عدة مباني قريبة.
وكان الانفجار قوياً لدرجة أدى إلى تمزق سيارة الحريري الخاصة ضد الرصاص، كما ترك الانفجار فتحة كبيرة في الأرض، بلغ عمقها نحو 5 أمتار، فيما بلغ قطرها نحو 30 قدماً، كما تحطمت نوافذ مباني تبعد مئات الأمتار عن مكان الحادث.

وقد شهدت شوارع بيروت منذ أمس استنفاراً عسكرياً، وضع فيها الجيش اللبناني في حالة تأهب قصوى، كما أقامت الشرطة وقوات الأمن اللبنانية حواجز عسكرية في الكثير من شوارع بيروت، ودعي جميع الضباط والجنود وعناصر الشرطة لقطع إجازتهم والالتحاق بالقطع العسكرية والأمنية.

وكانت الحكومة اللبنانية عقدت مساء أمس جلسة طارئة، أعلنت فيها الحداد مدة ثلاثة أيام على مقتل الحريري، وأعلنت فيها حالة الطوارئ، وشددت على الوحدة الوطنية اللبنانية، وركزت على ضرورة اتخاذ الخطوات الكفيلة بعدم انفلات الوضع الأمني في البلاد.

وشهدت العديد من المدن والمناطق اللبنانية منذ أمس الاثنين، مسيرات ومظاهرات غاضبة، خرج فيها مئات اللبنانيين، للتنديد باغتيال الحريري، حيث ألقى البعض منهم باللائمة على الحكومة اللبنانية، فيما حمّل البعض المسؤولية للسوريين.

وقررت الحكومة أن تكون جنازة الحريري يوم غد الأربعاء، حيث سيصلى عليه في أحد مساجد العاصمة بيروت.

وهدد (الرئيس اللبناني) إميل لحود بأنه سيقوم باعتقال القائمين على العملية الإجرامية التي أدت إلى مقتل الحريري، وأكد أنهم سيقدمون للعدالة.

وعلى خلاف الإعلان الهزيل الذي قال فيه شخص: " إنه ينتمي لجماعة "النصرة والجهاد" وإن فدائياً نفذ عملية الاغتيال" عبر شريط بثته قناة (الجزيرة) الفضائية، فإنه وحتى الآن، لم تعلن أية جهة مسؤوليتها عن العملية الضخمة، التي أشارت العديد من المصادر السياسية والإعلامية إلى ضخامة حجم العملية وأبعادها السياسية والاقتصادية على لبنان والمنطقة.

من جهته، أكد (وزير الداخلية اللبناني) سليمان فرنجية (الذي اغتيل والده هو أيضاً) أنه لا يستبعد قيام فدائي بتنفيذ العملية.
مشيراً إلى أن نظام التشويش المتطور الذي يحتويه موكب الحريري، يعيق عمليات التفجير عن بعد.

فيما حذر (وزير العدل) عدنان عضوم أن ادعاءات المسؤولية يمكن أن تكون محاولة لتضليل التحقيق، لكنه قال: " إن الانفجار الذي حدث رغم المعدات العالية التقنية في موكب الحريري، تشير إلى أن عناصر أجنبية قد تكون خلف عملية الاغتيال".

وحسب المسؤولون الأمنيون في لبنان، فإن أكثر من 300 كيلوغرام من مادة (تي إن تي) شديدة الانفجار، استخدمت في تفجير موكب الحريري، إلا أن المصادر الأمنية لم تذكر ما إذا كانت المتفجرات قد وضعت في سيارة أو بجانب الطريق.