
بعد الحشود الإعلامية والسياسية والدبلوماسية للمعارضة اللبنانية، التي ساهمت خلال الأيام القليلة الماضية في رفع وتيرة العداء ضد الحكومة اللبنانية والوجود السوري في لبنان، تتجه الحكومتين السورية واللبنانية لتشكيل جبهة إعلامية لمواجهة هذه المعارضة، في سبيل تقديم الرأي الآخر حول قضية اغتيال الحريري.
فبعد أن هدأت المظاهرات الشعبية اللبنانية الغاضبة، التي طالبت الحكومة اللبنانية بالاستقالة، وطالبت دمشق بسحب قواتها من لبنان، وبعد رفض عائلة (رئيس الوزراء الراحل) رفيق الحريري استقبال الحكومة اللبنانية، بدأ الإعلام الحكومي في البلدين الجارين بإلقاء ما في جعبته من تصريحات، في محاولة لخلق توازن حول قضية اغتيال الحريري، التي حدثت يوم الاثنين الماضي، في إحدى شوارع العاصمة بيروت، قتل فيها 16 وجرح نحو 136 آخرين.
حيث اتهم سياسيون مؤيدون للحكومة اللبنانية، المعارضة بمحاولة ضرب الوحدة الوطنية، وقالوا في بيان صدر في ختام اجتماع عقدوه في منزل (رئيس مجلس النواب) نبيه بري في قرية المصيلح جنوبي لبنان: " إنه لا يحق لأي سياسي تجاوز الحدود المرسومة التي تحصن هذه الوحدة".
ودعا البيان المعارضة اللبنانية بكل أطيافها إلى إجراء حوار شامل مفتوح وغير مشروط لتجاوز الآثار الناجمة عن اغتيال الحريري.
من جهته ناشد (الأمين العام للمقاومة اللبناني) حسن نصر الله أقطاب المعارضة؛ اللجوء إلى الحوار لكي تتخطى البلاد هذه المرحلة الحساسة والمصيرية، منبهاً إلى ضرورة عدم الوقوع في ما سماها الفخاخ المنصوبة للبنانيين.
ورفض نصر الله في كلمة ألقاها مساء أمس استقدام قوات أجنبية إلى لبنان، ودعا إلى إجراء الانتخابات في موعدها المقرر إلا إذا أجمع اللبنانيون على تأجيلها إلى أن يصادق المجلس النيابي على قانون انتخابي يطمئن اللبنانيين في هذه المرحلة الحساسة من تاريخهم.
على جانب آخر قال (وزير الخارجية اللبناني) محمود حمود: " إن لبنان سيدرس موضوع تعيين الأمم المتحدة لجنة تحقيق دولية في جريمة اغتيال (رئيس الوزراء السابق) رفيق الحريري الاثنين الماضي".
وأكد حمود للصحفيين عقب اجتماعه مع نظيره التونسي عبدالباقي هرماسي حرص لبنان على التعاون مع الأمم المتحدة.
كما أكد أن الحكومة اللبنانية تقوم بما عليها في التحقيق ومتابعة وجلاء جميع جوانب هذه الجريمة النكراء مستعينة بما لديها من خبرات وبالخبراء السويسريين.
ورداً على سؤال عما إذا كان لبنان سيستقبل هذه اللجنة قال حمود: "نحن ننتظر وصول الرسالة من عنان وسندرسها من منطلق تعاوننا الذي نحرص عليه مع الأمم المتحدة والقانون الدولي وعلى أساس البيان الرئاسي الذي صدر عن مجلس الأمن".
وفي دمشق، حذر (وزير الخارجية السوري) فاروق الشرع اليوم السبت، من استغلال أي حدث في المنطقة لخلق الفتن فيها.
وجاء تحذير الوزير الشرع في تصريح للصحفيين إثر جلسة مباحثات عقدها اليوم مع نظيره البرازيلي سيسلو اموريم وبحثا فيها العلاقات الثنائية وعملية السلام والوضع في العراق بعد الانتخابات.
وقال الشرع: "لقد بحثنا الوضع في لبنان وكانت وجهات النظر متفقة على دقة الوضع وألا يستغل أي حدث لخلق فتن أو مزيد من الفتن في المنطقة وكانت وجهات النظر متفقة كذلك حول مختلف المواضيع الأخرى التي طرحت".