
بدأت واشنطن للمرة الأولى منذ غزو العراق مفاوضات سرية مع فصائل في المقاومة العراقية المسلحة في محاولة للبحث عن مخرج من المستنقع العراقي، بعد الفشل العسكري المتكرر الذي لم يمنع المقاومة العراقية من استمرار استهداف القوات الأمريكي وتكبيدها خسائر فادحة.
حيث نقلت مجلة "تايم" الأمريكية عن مصادر في وزارة الدفاع الأمريكية ومصادر عراقية قولها: " إن دبلوماسيين أمريكيين ومسؤولين في المخابرات الأمريكية أجروا مفاوضات سرية مباشرة مرتين على الأقل مع مسلحين عراقيين من السنة، بشأن إنهاء المقاومة".
ونقلت صحيفة (الشرق) القطرية الصادرة اليوم الاثنين، عن المجلة قولها: " إن اجتماعاً سرياً عقد بين اثنين من المسؤولين العسكريين الأمريكيين ومفاوض عراقي كان عضواً سابقاً بنظام صدام حسين وكبير ممثلي ما وصف بالمقاومة الوطنية".
إلا أنها لم تشر إلى نتائج المفاوضات التي من المتوقع أن لا تستطيع اختراق صف المقاومة المسلحة، أو إيقافها.
ونبهت الصحيفة إلى أن هذه المفاوضات السرية تكشف عن عدة حقائق من بينها أن الدخول في مفاوضات من هذا القبيل ينطوي من حيث المبدأ على اعتراف ضمني من جانب إدارة بوش بخطأ شن الحرب على العراق وبشرعية المقاومة العراقية للاحتلال الأجنبي.
إضافة إلى أنه يكشف سعي واشنطن الحثيث إلى البحث عن مخرج ينقذها من المستنقع العراقي مع محاولة الحفاظ على ماء الوجه وضمان عودة قواتها إلى قواعدها في الولايات المتحدة بأقل خسائر بشرية.
وطالبت الصحيفة في الختام كل القوى والطوائف في العراق بتوخي الحذر من حقول الألغام السياسية الأمريكية؛ لأن "الولايات المتحدة كثيراً ما تضيف تعقيدات إلى الوضع القائم عبر دبلوماسية القنوات السرية بحيث ينتهي الأمر بحصولها على مكاسب سياسية ما كانت لتحصل عليها اعتماداً على قوتها العسكرية الضخمة التي كشفت الحرب الدائرة في العراق أن لها حدوداً لا يمكن
تجاوزها".
كما أشارت الصحيفة على صعيد متصل، إلى قيام قوات "المارينز" وقوات الآمن العراقية في هذه الأثناء، بشن عملية أمنية واسعة، أطلقت عليها اسم "ريفر بليتز" في مناطق الرمادي وحديثة وهيت وعدد من البلدات المجاورة الواقعة على نهر الفرات.
مضيفة أن الجيش الأمريكي المحتل، أعلق الطرق والمنافذ المؤدية إلى هذه المناطق وفرض حظرا للتجول وعزز إجراءاته الأمنية في إطار عمليته التي تهدف لتحسين الأمن وملاحقة المسلحين الذين فرضوا سيطرتهم على أجزاء واسعة منها.