أنت هنا

13 محرم 1426
بيروت - المسلم

خرج آلاف اللبنانيين اليوم الاثنين في مظاهرة حشدتها قوة المعارضة، ضد الحكومة اللبنانية والوجود العسكري السوري في لبنان، في محاولة لإظهار حجم الدعم الجماهيري الذي تستند إليه المعارضة في طلبها تغيير الوضع القائم.

وهتف المتظاهرون الذين حملوا لافتات منددة بعملية اغتيال (رئيس الوزراء السابق) رفيق الحريري ضد الوجود السوري وضد الحكومة التي وصفوها بعدم الشرعية، بعد دعوات من قبل قادة المعارضة إلى ضرورة استقالة الحكومة، وإقامة انتخابات مبكرة، بعد شرط انسحاب القوات السورية من كافة الأراضي اللبنانية.

وانطلقت المظاهرة من المكان الذي وقع به الانفجار الذي أودى بحياة الحريري، في أحد شوارع العاصمة بيروت، على مقربة من شاطئ البحر.
ووقف المتظاهرون خمس دقائق صمت على روح الحريري عند الساعة الواحدة وخمس وخمسين دقيقة، وهو نفس توقيت الانفجار الذي أودى بحياته.

وفيما أقفلت الجامعات والمدارس والشركات لإتاحة الفرصة للمشاركة في المظاهرة، انتشرت قوات الأمن والجيش اللبناني في محيط العاصمة، وأقامت الحواجز الأمنية.
وتعد المظاهرة إحدى المظاهرات السلمية التي نادت بها المعارضة، وأطلقت عليها اسم "الانتفاضة السلمية من أجل الاستقلال" تحاشياً للدخول في فتنة طائفية داخلية جديدة بين تيار الحكومة والمعارضة.

يأتي ذلك في وقت أعلن فيه (أمين عام جامعة الدول العربية) عمرو موسى اليوم، أن دمشق ستتخذ خطوات لسحب قواتها من لبنان قريباً، تنفيذاً لاتفاقية الطائف التي وقعت عام 1989م.

وقال عمرو موسى بعد لقائه مع (الرئيس السوري) بشار الأسد في دمشق: " إن الأسد أكد أكثر من مرة، تصميمه القوي استمراره في تطبيق اتفاقية الطائف، وإنجاز الانسحاب السوري من لبنان وفقاً لهذه الاتفاقية".

ونقل الأمين العام لجامعة الدول العربية عن الرئيس السوري قوله: "إن الانسحاب السوري هو جزء من السياسة السورية، وسوف نرى الخطوات في هذا الاتجاه قريباً جداً".

يذكر أن اتفاقية الطائف التي وقعت عام 1989م في مدينة الطائف السعودية، أنهت الحرب الأهلية اللبنانية التي بدأت عام 1975م.
ونصت في بعض بنودها على شرعية دخول القوات السورية في لبنان، لإنهاء الاقتتال الداخلي بين الفصائل المسلحة، على أن تسحب سوريا قواتها في غضون سنتين من انتهاء الحرب الطائفية، وتبقي بعض القوات في وادي البقاع على الحدود المشتركة للبلدين، وأن تنشر قوات عسكرية حسب رغبة الحكومة اللبنانية، وفقاً لاتفاقيات عسكرية بين الطرفين.