أنت هنا

13 محرم 1426
فلسطين المحتلة – المسلم

بعد الدعم القوي الذي حصل عليه (رئيس الحكومة الإسرائيلية) آرييل شارون من قادة دول عربية خلال قمة شرم الشيخ، كشف (وزير الخارجية الإسرائيلي) سيلفان شالون النقاب عن أن أكثر من 8 دول عربية، تستعد للتطبيع مع (إسرائيل) وفتح ممثليات لها وسفراء.

ويأتي الإعلان الحكومي الإسرائيلي، بعد يوم واحد على عودة السفير الأردني إلى تل أبيب، وفي نفس اليوم الذي أعلنت فيه مصر عن شخصية سفيرها الجديد في تل أبيب.

واعتبرت العديد من الأوساط السياسية والإعلامية والشعبية، أن قمة "شرم الشيخ" الأخيرة التي دعا إليها (الرئيس المصري) حسني مبارك، شكلت مرحلة تاريخية جديدة لمزيد من تنازلات حكومات عربية للإسرائيليين.
حيث شارك في القمة ثلاث قادة عرب، أعلنوا عن دعمهم لحكومة آرييل شارون، وخطة الانسحاب من غزة، وأعلنوا دعمهم للسلطة الفلسطينية في مواجهة المقاومة المسلحة، وتنازلوا عن جملة من الحقوق الفلسطينية، وأعلنت كل من القاهرة وعمان عودة السفيرين إلى تل أبيب قريباً.

وقال شالوم في تصريحات للإذاعة الإسرائيلية " أقمنا علاقات دبلوماسية على مستوى السفراء مع مصر والأردن وموريتانيا، وأنا على اتصال مع دول عربية أخرى".
وأضاف "يمكن لعشر دول عربية أخرى على الأقل أن يكون لها ممثلية دبلوماسية في (إسرائيل)".

وحول الدعم الذي استطاع أن يحصل عليه رئيس الحكومة الإسرائيلية، قال شالوم : " إن تحسين العلاقات مع بعض الدول العربية والأوروبية هو الذي دفعني لتأييد خطة شارون التي تم تصويت الحكومة عليها".

وكانت الحكومة الإسرائيلية قد صوتت أول أمس لصالح خطة شارون للانفصال التي سيشرع في تنفيذ المرحلة الأولى منها في نهاية أبريل المقبل بأغلبية 17 وزيراً ومعارضة خمسة آخرين.

وأضاف شالوم " نتوجه نحو مصالحة بين (إسرائيل) والعالم وجيرانها. التغيير في طرح الأمور حيالنا هائل " . ومضى قائلاً: " كنت أتمنى أن ينظم شارون استفتاء حول الانسحاب (من غزة) لكني صوتت لمصلحة هذا الانسحاب؛ لأنه يجب إعطاء فرصة إلى إمكانات السلام الصغيرة المتوافرة " (!).

وتأتي هذه التصريحات التي تدعي نهج السلام في الحكومة الإسرائيلية، في محاولة لتضليل الرأي العام الداخلي والخارجي، رغم أن الواقع يؤكد أن المقاومة الفلسطينية المسلحة هي الوحيدة التي استطاعت أن تجبر الإسرائيليين على التفكير بالانسحاب من مستوطنات احتلوها منذ عشرات السنين.

ورغم أن شارون يعد من أكثر القادة الإسرائيليين تطرفاً، إلا أنه خضع أخيراً للمقاومة الفلسطينية، وفضّل الانسحاب لضمان أمن الإسرائيليين، بعد أن فشلت القوة العسكرية من تحقيق ذلك، أو التصدي للمقاومة المستمرة.

ويتوقع أن تعلن دول عربية خلال وقت قصير، استعداها فتح ممثليات لها في تل أبيب، خاصة وأن الطريق أصبح سالكاً الآن بعد إعادة القاهرة وعمان سفيريها إلى هناك، وتوقيع السلطة الفلسطينية اتفاقاً مع الحكومة الإٍسرائيلية، ما قد يتخذه البعض حجة بأن (إسرائيل) لم تعد عدوة للشعب العربي والإسلامي !!