أنت هنا

15 محرم 1426
واشنطن - صحف

نقلت مصادر إعلامية عن ضابط استخبارات أمريكي سابق قوله: " إن مصادر يثق بها تحتل مواقع تتيح لها الاطلاع على ملفات حساسة أكدت له أن الرئيس جورج دبليو بوش وقع في 24 أكتوبر الماضي على وثيقة تسمح باستخدام الخيار العسكري ضد إيران في يونيو2005م".

وقال ريتر (الذي وصفته المصادر الإعلامية بأنه كبير مفتشي الأسلحة في العراق في عهد الرئيس السابق بيل كلينتون): " إن السبب الرئيس الذي أملى عليه كشف هذه المعلومات ادعاء (وزيرة الخارجية الأمريكية) كوندوليزا رايس أخيراً أن العمل العسكري ضد إيران ليس على الطاولة في الوقت الراهن".

وأضاف أن الخطط العسكرية ضد إيران "تم تحريكها بالفعل ومن المهم أن نتنبه إلى أن تصرفات إدارة بوش حالياً تجاه إيران تتطابق تماماً مع الخداع والتزييف الذي حدث قبل غزو العراق".

ونقلت صحيفة (الخليج) الإماراتية عن ريتر اتهامه (نائب وزير الدفاع الأمريكي) بول وولفويتز بأنه "مهندس سياسة تغيير الأنظمة في الشرق الأوسط".
وقال: " إنه سيكشف أسرار غزو العراق في كتاب سيصدر في الصيف بعنوان (العراق.. القصة التي لم تسرد.. مؤامرة الاستخبارات الأمريكية)".

وقال ريتر للصحيفة الصادرة اليوم الأربعاء في مقابلة تم تسجيلها: " أكدت لي مصادر موثوق بها وموقعها يتيح لها أن تكون على علم بما يحدث أن الرئيس بوش اطلع على خيار القيام بعمل عسكري ضد إيران في أكتوبر 2004م، ووافق على بدء التخطيط لتوجيه هذه الضربة في يونيو المقبل، وهذا التاريخ وضع تحديداً في 24 أكتوبر الماضي".

وأضاف: "اذكر مرة أخرى وطبقاً للمعلومات الموثوق بها والتي أثق شخصياً في مصادرها كل الثقة أن الخطط العسكرية الأمريكية ضد إيران قد تم تحريكها بالفعل، ومن المهم جداً أن نتنبه إلى أن ما يحدث حالياً في إدارة بوش بالنسبة لإيران يتطابق تماماً والخداع والتزييف الذي حدث بالعراق".

وقال لمراسلة الصحيفة في واشنطن: " عليك أن تتذكري حين قال كبار مسؤولي إدارته في خريف 2002م أن الخطط العسكرية لضرب العراق تعد ثانوية بالنسبة للجهود الدبلوماسية، وعلمنا بعد ذلك أنه كان بالفعل قد وقع على خطط ضرب العراق في أغسطس 2002م، وبالتالي فالمفروض أن يكون لدينا خشية وقلق، عندما تقول كوندوليزا رايس شيئاً بينما الإدارة الأمريكية تعد وتفعل شيئاً آخر تماماً".

وسألته الصحيفة عمن يعتقد بأنه وراء ترجيح كفة الخيار العسكري ضد إيران في إدارة بوش، فرد قائلاً: " نحن مازلنا أمام المجموعة نفسها، التي وضعت استراتيجيات سياسة بوش بالنسبة للشرق الأوسط، هؤلاء وضعوا خطة يطلقون عليها اسم "تغيير المنطقة" لتغيير الأنظمة في العراق وإيران وسوريا والسعودية والمهندس الرئيس لهذه الخطة هو بول وولفويتز، وعاونه فيها دوجلاس فايث (وكيل وزارة الدفاع للشؤون السياسية).

وأضاف: "هذا المخطط يقف وراءه بالأساس البنتاجون (وزارة الدفاع)، وعليك أن تتذكري أن المحافظين الجدد في البنتاجون كانوا مستائين جداً ومعارضين لدور كولن باول عندما كان وزيراً للخارجية، وكانوا ينظرون له على أساس أنه يقوم بوضع عوائق أمامهم ويعرقل خطط البنتاجون المتعلقة بالأمن القومي. الآن، وحسب مصادري في البنتاجون فإن هذه المجموعة سعيدة جداً بوجود رايس في وزارة الخارجية؛ لأنها تعلم أن الدور المطلوب منها هو تمرير المساعدة على تنفيذ خطط البنتاجون وليس أن تعارض أو تعيق خططهم كما حدث مع باول".

وقال مفتش الأسلحة السابق : " نعرف أن إيران لديها برنامج لتخصيب اليورانيوم، ولكن لا نعلم بعد بالدليل ما إذا كان لديهم برامج لصنع قنبلة نووية، هناك الكثير من التخمينات حول هذا الأمر، ولكن ليست هناك أدلة، أنا لا أقول إنه لا يوجد لدى الإيرانيين برنامج لصنع قنبلة نووية، لكن اعتقادي الشخصي أن لدى إيران مثل هذا البرنامج؛ لأنهم سيكونون أغبياء إذا لم يكن لديهم برنامج لصنع قنبلة نووية".

وأضاف: "ربما تكون لديهم استخدامات مدنية لهذه المواقع، لكن إدارة بوش ستهاجمهم وستضربهم سواء أكانت هذه المواقع مدنية أم عسكرية ستهاجمها كلها".
وقال: "علينا أن نعلم أن إدارة بوش لا تستهدف إيران من منطلق منع انتشار الأسلحة، وهدفها ليس نزع السلاح النووي. الهدف الأساسي لإدارة بوش هو تغيير النظام، لقد أكدوا وكرروا ذلك الأمر المرة تلو الأخرى أنهم يريدون تغيير النظام الديني في إيران والاستراتيجية الأمريكية لأي حملة قصف جوي بالقنابل لا تستهدف إزالة أو تدمير المواقع النووية الإيرانية، لكنها تستهدف تشجيع حدوث اضطرابات في الشارع الإيراني ضد الحكومة، وهذا هو الهدف من الضربة الجوية الأمريكية".

ووعد ريتر بالكشف عن مزيد من أسرار غزو العراق في كتاب جديد ينهي كتابة فصوله في الوقت الحالي سينشر الصيف المقبل. يتعرض فيه لعمله كضابط استخبارات، ومن ثم كرئيس مفتشي الأسلحة بالعراق، وكيف استخدمت معلومات حصلت عليها الاستخبارات الأمريكية أبان مدة عمله لاحقاً وبعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001م لضرب العراق.