
بدأت في العاصمة القطرية الدوحة أمس الأربعاء أعمال المؤتمر التأسيسي للحملة العالمية لمقاومة العدوان بالطرق السلمية بحضور عدد كبير من علماء دين ومثقفين وإعلاميين ونشطاء في مجالات حقوق الإنسان.
وقد شهد حفل الافتتاح، حضور العديد من الشخصيات العربية والإسلامية الهامة، وألقى بعض الزعماء السياسيين كلمات لهم في الحفل الذي يؤسس لبدء (الحملة العالمية لمقاومة العدوان بالطرق السلمية) بشكل رسمي.
وافتتح المؤتمر مدير المركز العربي للدراسات والأبحاث عبد الرحمن بن عمير النعيمي، حيث ألقى كلمة تطرق فيها لظروف انعقاد هذا المؤتمر، وقال: " إن هذه الظروف تشهد عدوانا متعدد الأشكال تبدأ بالغزو ولا تنتهي بإشاعة ثقافة الاحتلال والرضوخ للاستعمار".
وأشار بشكل خاص إلى الطبيعة الشمولية للعدوان خصوصا أن الإساءة لقيم الأمة تسير جنبا إلى جنب مع الغزو وتدمير المدن واستباحتها فضلا عن التأييد المطلق للإرهاب الصهيوني.
وأضاف أن كل هذا يجري تحت ذريعة نشر الديمقراطية.
وشهدت الجلسة الأولى للمؤتمر كلمات لعدد من المتحدثين كان أولها (للزعيم السابق لجبهة الإنقاذ في الجزائر) عباسي مدني الذي ركز بشكل خاص على ضرورة إعادة إحياء مفهوم الأمة كي تتمكن من مواجهة العدوان الذي يستهدفها أولا.
وبدوره أكد (رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية) حماس خالد مشعل على أهمية تلازم المقاومة السلمية بكل أشكالها مع تلك العسكرية.
وقال مشعل: " إن من حق الشعوب الخاضعة للاحتلال أن تقاوم محتليها بالقوة، ولكن تلك الشعوب مدعوة أيضا لمواجهة الطبيعة الشمولية للعدوان".
وأوضح أن كل عدوان عسكري يستصحب معه أشكالا أخرى من العدوان بهدف النيل من كل مفاصل الأمة التي يعتدي عليها عسكريا.
وأضاف مشعل أنه من أجل هذا من الضروري توفر أشكال أخرى للمقاومة تضاف لتلك المسلحة. واعتبر أن المقاومة حالة شاملة وحياة متكاملة تطال العدو في شتى المجالات وتمنعه من تحقيق اختراق يسهم في النهاية بتفكيك جهد الأمة وإرادتها.
ومن واقع احتلال آخر تحدث الناطق الرسمي باسم هيئة علماء المسلمين في العراق، الدكتور محمد بشار الفيضي الذي شدد على ضرورة إشاعة ثقافة المقاومة والانغماس في إقامة برامج عملية تتولى شد أزر الشعوب كي تتمكن من مواجهة المعتدين.
واقترح الفيضي تشكيل لجان للحوار مع دول الاستكبار التي تضطهد الشعوب، واعتبر هذا الحوار شكلا من أشكال مواجهة العدوان وأسلوبا من أساليب المقاومة، ولكنه شدد على أن أي طرق سلمية ليست في النهاية سوى وسائل مساعدة لطريق المقاومة الرئيسي.
كما تحدث في الجلسة الأولى أيضا قاضي القضاة بفلسطين تيسيير التميمي ومفتي جبل لبنان محمد علي الجوزو والقيادي في حزب العدالة والتنمية المغربي محمد يتيم الذي أكد على حضور الجماهير المغربية في ألأشكال السلمية لرد العدوان على فلسطين والعراق عن طريق التظاهرات المليونية.
وكانت الجلسة الأولى للمؤتمر الذي يعقد في فندق شيراتون, شهدت حضور أكثر من 300 شخصية شملت علماء ومثقفين ونشطاء حقوق إنسان فضلا عن فعاليات إعلامية وصحفيين.
ومن المقرر أن تستمر أعمال المؤتمر يومي الخميس والجمعة .