أنت هنا

18 محرم 1426
فلسطين المحتلة - المسلم

ألقت قوات الأمن الفلسطينية اليوم السبت القبض على مقاتلين مشتبه بهما بالارتباط بالعملية الفدائية الأخيرة التي وقعت في تل أبيب، فيما أشار قادة فلسطينيون إلى إمكانية أن يكون لأحد أحزاب المقاومة اللبنانية يد في التفجير الجديد.

وكان فدائي فلسطيني نفّذ قبل منتصف ليل أمس الجمعة، عملية فدائية، أمام ملهى ليلي إسرائيلي وسط تل أبيب، ما أسفر عن مقتل أربعة إسرائيليين على الأقل، وجرح 50 آخرين، في عملية أحدثت بلبلة بين الأوساط الفلسطينية والإسرائيلية، خاصة وأنها تأتي بعد أسابيع قليلة من التهدئة بين الجانبين، قتل خلالها عدد من الفلسطينيين برصاص الاحتلال الإسرائيلي !

وأشار مسؤولو الأمن الفلسطينيون اليوم إلى جماعة (حزب الله) الفدائية اللبنانية، التي اتهمت بمحاولة عرقلة الهدنة الهشة بين الفلسطينيين والإسرائيليين غير الرسمية، وأنها كانت العقل الموجه والمدبر للهجوم.
فيما ألمح (رئيس السلطة الفلسطينية) محمود عباس إلى (حزب الله) بالقول: " إن طرفاً ثالثاً هو المسؤول عن الهجوم الجديد".

وحسب التحقيقات الفلسطينية، فإن أحد أعضاء (حزب الله)، قام بتجنيد فدائيين فلسطينيين من الضفة الغربية، فجّر أحدهما نفسه أمام الملهى الليلي.
وأضاف زعماء في جماعة فلسطينية مسلحة، أنه طلب من زعماء محليون من ألوية شهداء الأقصى ادعاء مسؤوليتهم عن العملية الفدائية إلا أنهم رفضوا، مشيرين إلى إمكانية استهدافهم من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلية.

مشيرين إلى أن قيس عبيد (الذي يعتقد بانتمائه إلى حزب الله) أخبر زعماء في شهداء الأقصى بأنه جنّد فلسطينيين من مدينة طول كرم الواقعة في الضفة الغربية لتنفيذ التفجير.
وأضاف المسؤولون الفلسطينيون أن قيس عبيد قال لهم: " إنه دفع المال إلى خلية طول كرم"، دون أن يذكر المبلغ الذي دفع لهم.
مشيرين إلى أنهم لا يعرفون حتى الآن، ما إذا كان لمنفذي العملية الفدائية علاقة مع مجموعات فلسطينية مسلحة أم لا.

ويعد (حزب الله) أحد أكبر فصائل المقاومة اللبنانية، ويستمد تموليه من قبل إيران، وله مئات المقاتلين المسلحين في الضفة الغربية بين المجموعات الفدائية الفلسطينية، وفق ما أشارت وكالة الأسوشيتدبرس في تقرير لها اليوم.

وطالبت كل من الحكومة الإسرائيلية والأمريكية محمود عباس بسرعة وقوة التصرف، إزاء منفذ العملية الجديدة، مهددين بانفلات الهدنة الموقعة بين الجانبين الحكوميين.

وكان عباس التقى اليوم مع عدد من الوزراء ورؤساء الأمن الفلسطينيين لمناقشة الرد الممكن على العملية الفدائية.
كما أدان عباس الهجوم، ووصفه بالعمل "التخريبي"، وقال: " إنه يقوم بتبادل المعلومات مع الإسرائيليين ومع الولايات المتحدة وأوروبا".
متمنياً ألا يكون الهجوم قد أدى إلى زحزحة الجهود المبذولة من قبله في الهدنة، أو في استئناف المفاوضات مع الإسرائيليين !

وأشارت مصادر فلسطينية إلى أن منفذ العملية هو عبد الله بدران (21 عاماً) وطالب جامعي من قرية (دير الغصن) بالقرب من مدينة طول كرم الواقعة في الضفة الغربية.
وأكد أبواه أن ولدهم مسالم، وأنهم لا يعلمون أي شيء حول انخراطه في العمل الفدائي.

من جهتها، أعلنت حركات المقاومة الفلسطينية الرئيسة، عدم مسؤوليتها عن العملية الجديدة، مؤكدة التزامها بتهدئة اتفق عليها في وقت سابق مع (الرئيس الفلسطيني) محمود عباس.

وقال (وزير الداخلية الفلسطيني) ناصر يوسف: " إن قوات الأمن الفلسطينية ألقت القبض على مقاتلين مشتبه بهم بالارتباط في الهجوم الجديد".
وحسب مسؤولو الأمن المحليين في طول كرم، فإنه تم اعتقال فلسطينيين اثنين، لديهم روابط مع حركة الجهاد الإسلامي.

وقال مسؤولو الأمن الفلسطينيين: " إنهم يحققون فيما إذا كان بدران قد جنّد من قبل الفدائيين المحليين التابعين لكتائب شهداء الأقصى، (والذي يعد أحد روافد حركة فتح)، بناء على رغبة من (حزب الله).
مشيرين إلى التداخل بين المسلحين الذين ينتمون إلى كتائب الأقصى والجهاد الإسلامي.

وقال حراس الشرطة أمام الملهى الليلي الذي وقعت العملية الفدائية أمامه: " إنهم اشتبهوا في منفذ العملية، ومنعوه من دخول الملهى الليلي، فقام بتفجير نفسه أمام الملهى".
وقال شهود عيان: " إن الانفجار كان شديداً جداً، وتطايرت آلاف القطع المعدنية التي كانت قد حشرت في القنبلة الناسفة".
وأدى الانفجار إلى مقتل وجرح الناس المحيطين بالمكان، وإلى تهشم واجهة النادي الليلي، وتحطم نوافذ المطاعم القريبة وبعض السيارات.