أنت هنا

18 محرم 1426
عواصم – المسلم

وجهت الحكومة الإسرائيلية مساء أمس السبت التهم لسوريا بمشاركتها مجموعة فلسطينية مسلحة تنفيذ الهجوم الفدائي الأخير الذي حصل في تل أبيب ليل أول أمس الجمعة، والذي أسفر عن مقتل 4 إسرائيليين على الأقل وجرح 65 آخرين.

كما أعلنت تل أبيب أنها جمّدت الانسحاب المقرر من مدن فلسطينية في الضفة الغربية، والتي كان من المقرر أن تنفّذ خلال الأيام القليلة القادمة.

وقال (وزير الدفاع الإسرائيلي) شاؤول موفاز بعد اجتماع ضم كبار القادة الأمنيين الإسرائيليين في وقت متأخر من ليل أمس السبت: "إن (إسرائيل) ترى أن سوريا وحركة الجهاد الإسلامي هم من يقفان خلف الهجوم الفدائي في تل أبيب".

واتهم البيان الصادر عن الوزير الإسرائيلي سوريا مجدداً في دعم المقاومة المسلحة ومحاولة تدمير الهدنة التي حافظت على هدوء في الشرق الأوسط مدة أسبوعين حسب التصريحات الإسرائيلية.

من جهتها أدانت الحكومة الأمريكية الهجوم الجديد، وأعلنت ترحيبها برد القيادة الفلسطينية التي أعلنت أنها لن تقف مكتوفة الأيدي أمام الهجمات المسلحة "التخريبية" على حد وصفها.
وقالت إدارة (الرئيس الأمريكي) جورج بوش في بيان صادر من البيت الأبيض: "مثل هذه الهجمات الفدائية التي تقتل وتجرح الإسرائيليين الأبرياء(!!) لا يمكن أن يتحملها الشعب الإسرائيلي(...)، ويجب ألا تكون مقبولة من قبل الشعب الفلسطيني، فمثل هذه الهجمات تقوّض آمالهم بمستقبل أفضل".

وكانت واشنطن وتل أبيب مارستا ضغوطاً عديدة على سوريا من أجل أن تغلق مكاتب قيادة فصائل المقاومة الفلسطينية المسلحة، وتوقف دعمها للمقاومة المسلحة في العراق ولبنان وفلسطين.
كما تواجه سوريا خلال هذه المدة ضغوطات أخرى، على خلفية اغتيال (رئيس الوزراء السابق) رفيق الحريري الذي أسفر اغتياله عن اتهام دمشق، ومطالبتها سحب قواتها من لبنان.

وقال مسؤولون إسرائيليون: "إن تل أبيب ليس لديها في الوقت الحالي خطط لمهاجمة سوريا" مشيرة إلى أنها ستعوض عن ذلك بإطلاق حملة دبلوماسية كبيرة في الأمم المتحدة، سعياً لإصدار قرار يدين سوريا.

يذكر أن الطائرات الإسرائيلية كانت قد قصفت قاعدة لحركة الجهاد الإسلامية قرب دمشق، انتقاماً لعملية فدائية فلسطينية أسفرت عن مقتل 19 إسرائيلياً في مطعم عام 2003م.

من جهتها رفضت دمشق على الفور الاتهامات الإسرائيلية الجديدة.
وقال مسؤول كبير في وزارة الخارجية السورية للصحفيين والمراسلين: "لم يسبق أنه كان هناك علاقة لدمشق مع العمليات الفدائية في تل أبيب، وبالنسبة لحركة الجهاد الإسلامي فإن مكتبها مغلق في سوريا".

على صعيد آخر، جمّد موفاز الخطط الإسرائيلية للانسحاب من 5 مدن فلسطينية في الضفة الغربية، كان من المقرر أن تتسلم قوات الأمن الفلسطينية المسؤولية الأمنية فيها خلال الأيام القليلة القادمة.

وكانت تل أبيب قد وعدت بأن تسلّم هذه المدن الفلسطينية المحتلة للفلسطينيين كبادرة نحو الهدنة المعلنة، إلا أن (إسرائيل) ماطلت طوال المدة الماضية تنفيذ هذه الوعود، وأجّلت عدة مرات الانسحاب من المدن، بحجة خلافات مع الجانب الفلسطيني حول تلك الخطة.