
تشوب الأجواء اللبنانية الشعبية والسياسية اليوم الاثنين، أجواء ترقب وخوف، من إمكانية حصول مصادمات بين التيارين الموالي والمعارض للحكومة اللبنانية المدعومة من قبل سوريا، بعد أن دعت الأحزاب السياسية الموالية للنظام الحاكم يوم أمس إلى تجمع في مكان اغتيال (رئيس الوزراء السابق) رفيق الحريري، بعد دعوة مماثلة من قبل الأحزاب المعارضة.
وخوفاً من إمكانية حدوث مصادمات شعبية، تذكر بالمصادمات التي أشعلت فتيل الحرب الطائفية اللبنانية عام 1975م، حظرت الحكومة اللبنانية إقامة أي تجمعات اليوم الاثنين، في العاصمة بيروت.
إلا أن التيارات الشعبية المعارضة التي بدا واضحاً أنها تفلّتت من قبضة الحكومة المتهمة باغتيال الحريري والرضوخ للوجود السوري، لم تلتفت إلى الحظر الحكومي، وبدأ الناس بالتجمهر في مكان اغتيال الحريري وسط العاصمة بيروت، منذ مساء أمس.
وانتشرت قوات الأمن اللبنانية في محيط المناطق التي من المتوقع أن تجتمع فيها المظاهرات المتضادة من مساء أمس الأحد، في محاولة لمنع تجمهر الناس.
ورغم أن (وزير الخارجية اللبناني) سليمان فرنجية قد أمر الجيش باستخدام القوة اللازمة لمنع الحشود من التجمع، وبدأ الجنود بالفعل في إغلاق الكثير من الطرق بالقرب من البرلمان؛ إلا أن رجال الأمن بدوا غير قادرين على تفرقة الناس الذين شكّل وجودهم قوة، خاصة وأن الحكومة ستكون حذرة جداً من حصول أي تصادمات، قد تؤدي إلى نزاعات لا تحمد عقباها.
واعتباراً من التاسعة والنصف من ليل أمس، تحول وسط العاصمة والساحات والشوارع المحيطة بمجلس النواب إلى ثكنة عسكرية مغلقة في مواجهة قرار المعارضة عدم التراجع عن دعوتها للاعتصام اليوم في ساحة الشهداء.
واتخذ الجيش اللبناني وقوات الأمن تدابير أمنية مشددة لتنفيذ القرار إلا أنه لم يرد ما يفيد بوقوع حوادث.
وقد اخترق أنصار المعارضة الطوق الأمني الذي ضربته على وسط بيروت.
وتعهد قادة المعارضة بالمضي قدماً في خطة لتنظيم مظاهرة حاشدة هذا اليوم بالتزامن مع جلسة للبرلمان بشأن اغتيال (رئيس الوزراء السابق) رفيق الحريري.
وهي جلسة يرجح أن تستمر أياماً عدة، وتتخللها مداخلات لعشرات النواب فضلاً عن مداخلتين افتتاحية وختامية لرئاسة الحكومة التي بدت ليل أمس واثقة من حصولها على الثقة، خاصة مع
الاتصال الذي تلقاه الرئيس عمر كرامي من (رئيس كتلة الوفاء للمقاومة) النائب محمد رعد، الذي أبلغه فيه أن الكتلة قررت منح الثقة للحكومة في حال طرحها تفادياً للفراغ الدستوري، ليرتفع بذلك الرقم المرتقب لمانحي الثقة إلى زهاء سبعين نائباً، في مقابل أكثر من خمسين نائباً يتجهون إلى حجبها.
في الوقت نفسه يزور مسؤول أمريكي العاصمة اللبنانية للضغط من أجل وضع نهاية للنفوذ السوري.
وتنظم المظاهرة المؤيدة للحكومة ولسوريا للاحتجاج على وجود (نائب وزير الخارجية الأمريكي) ديفيد ساترفيلد في لبنان.
وقد احتشد بعض أنصار المعارضة بالفعل في وسط بيروت في سيارات وخيام ملفوفة بالعلم اللبناني.
ووصل المزيد من أنصار المعارضة إلى المدينة أثناء الليل للتغلب على إغلاق الطرق الذي فرضته أجهزة الأمن.