
عادت الاحتجاجات والمظاهرات الشعبية اللبنانية اليوم الثلاثاء وسط العاصمة بيروت بعد أقل من يوم على استقالة رئيس الحكومة عمر كرامي، مطالبة بخروج القوات السورية من لبنان واستقالة رئيس الدولة إميل لحود.
يأتي ذلك في وقت عرضت فيه الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا مساعدات للمعارضة اللبنانية في المشاركة بإقامة انتخابات وصفتها "بالحرة والنزيهة"!
ومن المتوقع أن تستغل الولايات المتحدة ما حصل مؤخراً في لبنان، من أجل تمرير مشروعها حول "الشرق الأوسط الكبير" من تغيير أنظمة ونشر الفكر الأمريكي، ما يعني أنها ستساهم – ولو من خلف الكواليس – بإعادة ترتيب المناصب الحكومية في لبنان.
وكانت المظاهرات الشعبية والاعتصام الذي طالبت به المعارضة في بيروت.. أسفرت عن ضغوطات كبيرة، قدم على إثرها عمر كرامي استقالته أمس الاثنين.
وبعد ساعات من مغادرة مئات اللبنانيين الذين احتفلوا بنصر استقالة كرامي.. تجمع اليوم من جديد مئات اللبنانيين وسط العاصمة بيوت في محاولة لتشكيل ضغط جديد على الحكومة السورية، لدفعها على سحب قواتها من لبنان.
وتعهّد المحتجون باستمرار الاعتصام إلى أن يتم سحب القوات السورية مشيرين إلى نجاح "تجربة الأمس" في إقالة كرامي، وإمكانية الاستمرار للحصول على مكاسب أخرى للمعارضة.
وقال بعض المعتصمين: "إن استقالة كرامي شجعتنا على أن نبقى هنا ونواصل احتجاجنا".
وحسب مصادر إعلامية وسياسية في لبنان، فإن معظم المتظاهرين هم من النصارى المارون.. الذين لهم عداءات سابقة مع الوجود السوري.. والذين استغلوا قضية اغتيال الحريري (السني) لدعم أجندتهم وأهدافهم.
من جهتها.. رحبت الولايات المتحدة باستقالة كرامي، عارضة على المعارضة اللبنانية التدخل من أجل إقامة انتخابات "نزيهة"!
وقال وزير الخارجية الأمريكية كونداليزا رايس: "إن الأحداث في لبنان تتطور وتأخذ منحى مهماً جداً، لقد بدأ الشعب اللبناني في التعبير عن طموحاته الديموقراطية.. هذا هو الشيء الذي نسانده" في إشارة إلى مشروع "الشرق الأوسط الكبير" الأمريكي الذي يسعى لدعم حكومات مساندة لأمريكا في دول الشرق الأوسط.. وبث الثقافة والقيم الأمريكية في المجتمعات العربية الإسلامية.
وطالبت كل من واشنطن وباريس دعم قرار مجلس الأمن الدولي رقم (1559) القاضي بانسحاب القوات السورية من لبنان.
وطالبتا بمساعدات دولية لدعم الانتخابات العامة المخطط لها في مايو القادم من أجل ما وصفتاه "بإقامة انتخابات حرة وعادلة".
يأتي ذلك وسط مخاوف من تدهور العملة اللبنانية الهشة.. والتي لا تزال تعاني من تبعات الحرب الأهلية وتعاقب الحكومات العديدة والمشاكل الداخلية ونفقات إعادة إعمال ما خربته الحرب الأهلية وقوات الاحتلال الإسرائيلية.
حيث ارتفعت المخاوف من هبوط في سعر الليرة اللبنانية بسبب الفراغ السياسي الذي أعقب استقالة حكومة كرامي.. وما قد يتخذه البنك المركزي من إمكانية الاستعانة باحتياطي العملات الأجنبية للاحتفاظ بقوة العملة المحلية.