
سارعت الحكومة الإسرائيلية لمحاولة استثمار التوتر الحاصل في لبنان، داعيةً إلى إقامة معاهدة سلام (...) بين تل أبيب وبيروت، حال خروج القوات السورية من لبنان.
وحاولت دمشق المحافظة على وجودها في لبنان منذ عام 1976م، مخافة إقامة مفاوضات تطبيع على المسار اللبناني الإسرائيلي، بعيداً عن سوريا. خاصة بعد أن تشتت الموقف العربي الذي كان سيحرز انتصارات كبيرة عبر مسار المفاوضات مع الإسرائيليين لو بقي متماسكاً.
إلا أن معاهدة منفردة بين حكومة أنور السادات (الرئيس المصري السابق) والحكومة الإسرائيلية؛ كسرت الموقف العربي، بالإضافة إلى معاهدات التعاون والصداقة السابقة بين عمان وتل أبيب، أعقبها تفرد الفلسطينيين بمباحثات مع الجانب الإسرائيلي، ما أبقى فقط على وحدة مسار سورية لبنانية هشة وضعيفة، لم تحقق أي شيئاً خلال السنوات السابقة.
ولم تنتظر الحكومة الإسرائيلية أن يتكشف مصير المرحلة المقبلة على الساحة اللبنانية، إذ سارعت إلى عرض (المفاوضات) دعماً للمعارضة في مطالبها بالانسحاب السوري، وتهديداً لسوريا قبل أن تسحب أي جندي لها من لبنان.
وأعرب (وزير الخارجية الإٍسرائيلي) سيلفان شالوم أمس عن أمله بأن" لبنان المحرر من الاحتلال السوري (...) سيوقع اتفاق سلام مع (إٍسرائيل)" مشيراً إلى أن وجود سوريا في لبنان أعاق إبرام معاهدة سلام بين بيروت وتل أبيب.
وقال شالوم للإذاعة الإٍسرائيلية، بشأن التظاهرات في بيروت، من بودابست: " إنه أهم تطور يحدث، إنه أمر كنا نأمله".
وأضاف "أظن أن هناك أمنية حقيقية لدى المواطنين اللبنانيين بتحرير أنفسهم من الاحتلال السوري، آمل أن التحرر من الاحتلال السوري سوف يعطيهم الحرية والاستقلال وإمكان عقد حوار مع الدولة الإٍسرائيلية" _على حد قوله_.
وشدد على انه "ليس لدينا نزاع مع لبنان، لا نزاع حول أراض أو نزاع اقتصادي. إن السبب الوحيد أنه ليس لديهم سلام معنا هو أنهم كانوا محتلين من قبل سوريا" !
وقال شالوم، بعد اجتماع مع مسؤولين في البرلمان المجري في بودابست: " لا نعتقد أن سوريا يجب أن تبقى في لبنان، يجب أن ينتهي الاحتلال السوري للبنان".
وأضاف "يجب عزل المتطرفين.. وهذا يعني سوريا وإيران و(حزب الله) وحماس والجهاد الإسلامي، ويجب في الوقت نفسه محاولة العمل مع مصر والأردن و(رئيس السلطة الفلسطينية) محمود عباس ودول شمال أفريقيا والدول الخليجية" !!