
تحولت المحاولة الأخير لـ(الرئيس السوري) بشار الأسد في الحصول على دعم عربي خليجي في مواجهة الضغوطات الأمريكية والأوروبية الأخيرة، إلى ضغوطات جديدة، تطالبه بضرورة سحب قواته من لبنان.
وكان الرئيس السوري زار خلال اليومين الماضيين كلاً من قطر والمملكة العربية السعودية، في محاولة وصفها البعض بأنها تسعى للحصول على تأييد عربي لموقفه الداعي إلى ضرورة خروج القوات السورية بشرط الحصول على ضمانات أو تنازلات إسرائيلية.
إلا أن البيان السعودي الذي صدر عن (ولي العهد) الأمير عبدالله بن عبدالعزيز، كان واضحاً حول ضرورة الانسحاب السوري من لبنان، وإلا واجه مزيداً من العزلة الدولية والعربية.
وجاءت الرسالة قاسية على غير العادة، رغم زيارة الأسد شخصياً للمملكة، ومقابلته (ولي العهد) الأمير عبدالله والزعماء السعوديين الآخرين، من بينهم (وزير الخارجية) الأمير سعود الفيصل.
وترافق البيان السعودي مع ضغوطات من دول عربية خلال اجتماع وزراء الدول العربية في القاهرة، الذين أكدت مصادر في مصر أنهم طالبوا سوريا بالانسحاب من لبنان، وعدم تأجيل أو المماطلة في ذلك.
ولا تزال سوريا تحاول التملص من الضغوطات التي تفرض عليها الانسحاب من لبنان، حيث تحاول إقناع الدول العربية بأنها ستحتفظ فقط بـ3000 جندي سوري في لبنان، بالإضافة إلى محطات الإنذار المبكر الموجودة في بعض المناطق المرتفعة في لبنان، كظهر البيدر وغيرها.
إلا أن الدول العربية، وعلى رأسها المملكة العربية السعودية ومصر، تريان استحالة إمكانية ذلك، وضرورة تنفيذ الانسحاب كاملاً.
وحسبما أبلغ مسؤول سعودي وكالة الاسوشيتد برس، فإن (ولي العهد السعودي) طلب أمس الخميس من الرئيس السوري سحب قواته ومخابراته بسرعة من لبنان، ملوحاً بأن عدم الانسحاب سيؤثر في علاقات دمشق مع الرياض، في حين وعد الأسد بدراسة فكرة الانسحاب الجزئي !
وأكد الأمير عبدالله للأسد أن المملكة تصر على الانسحاب الكامل للجنود السوريين البالغ عددهم 15000 جندي، بالإضافة إلى سحب جميع عناصر الاستخبارات السورية من لبنان.
وحسب المصدر الرسمي السعودي، فإن الرئيس الأسد وعد بأن تسحب سوريا قواتها بشكل جزئي من لبنان قبل القمة العربية المقرر عقدها في الـ23 من مارس الحالي في الجزائر.
إلا أن المسؤولين السعوديين حذروا الأسد من أنه يزيد العزلة على دمشق، وأن المماطلة قد تؤدي إلى توتر العلاقات السورية السعودية.
وفي إشارة واضحة إلى (ضجر) المسؤولين السعوديين من السياسية السورية تجاه لبنان، ورفضت السعودية طلباً من سوريا بأن تصدر القمة العربية القادمة بياناً رسمياً يطلب من دمشق سحب قواتها من لبنان، من أجل الحصول على غطاء عربي للانسحاب.
وحسب مسؤولين سعوديين، فإن المملكة العربية السعودية غاضبة من دمشق بسبب اغتيال رفيق الحريري (رئيس الوزراء اللبناني السابق) الذي كان يحمل الجنسية السعودية (بالإضافة لجنسيته اللبنانية) وكان قريباً من العائلة المالكة السعودية.