
عبر رجال السياسة في بلجيكا عن غضبهم الشديد أمس بعد أن علموا أن امرأة مسلمة اضطرت للاستقالة من معمل المعلبات الذي تعمل فيه بسبب سلسلة من رسائل التهديد بالقتل وصلتها من مجموعة إرهابية متطرفة.
وكانت أولى الرسائل قد وصلت إلى السيدة نعيمة أمزيل في نوفمبر الماضي، لكنها رفضت بتأييد من صاحب عملها الاستجابة لمطالب المجموعة الإرهابية بالاستقالة، وحظيت بتأييد غالبية الناس والسياسيين في بلجيكا، حتى إن الملك ألبرت الثاني استقبل نعيمة وصاحب المعمل ريك ريمري في القصر الملكي لإظهار تأييده لهما.
ولا يتم التعاطي بلا مبالاة مع مثل هذه التهديدات في أوروبا الغربية، خاصة أن التعصب يتحول أحياناً إلى أعمال عنف، وشعبية اليمين المتطرف ترتفع باستمرار.
وقد انهارت نعيمة أمزيل الأربعاء بعد أن وصلتها الرسالة الأخيرة من مجموعة تسمي نفسها (نيوفري فلاندرز)، وتهدد الرسالة بأن "الإعدام يتم إعداده مرة أخرى"، كما هددت الرسالة بدس السم في منتجات المعمل الذي تعمل فيه، وقد طلب صاحب المعمل ريمري من نعيمة عدم الاستقالة والاستمرار في عملها، لكنها قالت: إن الضغوطات أصبحت أكبر من أن تحتملها.
وأعرب (رئيس الوزراء البلجيكي) جاي فيرهوفستادت عن خيبة أمله بسبب عدم إلقاء القبض على الجناة قبل استقالة نعيمة، لكنه أكد "أننا سوف نستمر حتى يتم العثور على جميع الذين ارتكبوا هذا العمل".
وقد أعرب العديد من قادة الأحزاب في بلجيكا عن غضبهم واستيائهم من هذه التهديدات وعدوها أعمالاً مناقضة للديمقراطية. وكان (صاحب المعمل) السيد ريمري أيضاً قد تعرض للتهديد بالقتل والتخريب، ووضعت إحدى الرسائل مبلغاً يتجاوز 340 ألف دولار، جائزة لمن يقتله؛ لأنه يوظف امرأة مسلمة ترتدي الحجاب.
وقد رفض ريمري طردها أو إجبارها على خلع الحجاب، لكن نعيمة قامت بخلع الحجاب وحدها في أحد الأيام وارتدت قبعة في العمل عوضاً عن ذلك حتى لا تعرض حياة زملائها للخطر، ورغم ذلك استمرت رسائل التهديد بالوصول إليها.
نعيمة أمزيل، المغربية الأصل واحدة من بين 400.000 مسلم يعيشون في بلجيكا، وتقول السلطات: إنها لا تعرف سبب استهدافها هي بالذات.