أنت هنا

24 محرم 1426
عواصم - المسلم

أطلقت قوات الاحتلال الأمريكية النار على سيارة تضم (الصحفية الإيطالية) جيليانا سجرينا التي أطلق سراحها يوم أمس الجمعة بعد شهر من أسرها، ما أسفر عن مقتل ضابط مخابرات إيطالي وجرح آخر، وجرح المراسلة الصحفية، في حادث وصف بأنه "إطلاق نيران صديقة" !

وحدث إطلاق النار عند نقطة تفتيش أمريكية في العاصمة العراقية بغداد، وأسفر عن مقتل الضابط الإيطالي، الذي كان موجوداً ضمن فريق من الاستخبارات الإيطالية للبحث ومحاولة تحرير الصحفية الإيطالية سجرينا.

وطالب (رئيس الوزراء الإيطالي) سيلفيو بيرلسكوني (حليف الولايات المتحدة في حربها ضد العراق) تفسيراً لما حصل، واصفاً هذا الحادث بأنه حادث خطير ويجب أن يتحمل أحد ما مسؤوليته.
فيما عبّر (الرئيس الأمريكي) جورج بوش عن (أسفه) ! واعداً بإجراء تحقيق لمعرفة تفاصيل إطلاق النار، وفق ما نقلت وكالة الأسوشيتدبرس عن الناطق باسم البيت الأبيض صباح اليوم السبت.

وفي أول رد فعل لها، ادعت قوات الاحتلال الأمريكية أن السيارة كانت تسير بسرعة خلال اقترابها من نقطة تفتيش تابعة لقوات الاحتلال غربي بغداد عند الساعة 8:55 من مساء يوم أمس الجمعة.
وقال البيان الأمريكي: " إن الجنود أطلقوا النار باتجاه (محرك السيارة فقط) (...) بعد محاولة تحذير السائق بالتوقف يدوياً (!) ثم بإضاءة الأنوار البيضاء وإطلاق الطلقات التحذيرية".

وقال الجنود الأمريكيون: " إن شخصين أصيبا خلال حادث إطلاق النار".
إلا أن رئيس الوزراء الإيطالي كذّب الادعاءات الأمريكية، وقال: " إن هناك ثلاثة إصابات، شملت الصحفية الإيطالية وضابطي استخبارات"، حيث أصيب أحد ضباط الاستخبارات بإصابات خطيرة، بعد أن دخلت رصاصة في رئته.

وقال بيرلسكوني: " إن ضابط الاستخبارات الإيطالي الميت هو كنيكولا كاليباري، الذي كان في مقدمة المفاوضين مع المختطفين، والذي ساهم في تحرير الرهائن الإيطاليين الآخرين في العراق في الماضي".

وقالت قوات الاحتلال الأمريكية: " إن الجنود الأمريكيين نقلوا سجرينا إلى مستشفى عسكري أمريكي، حيث أُزِيلَتْ الشظية من كتفها الأيسر".

وكانت سجرينا البالغة من العمر (56 عاماً) خطفت في 4 فبراير من قبل مسلحين مجهولين، سدوا الطريق أمام سيارتها خارج جامعة بغداد.
وظهرت سجرينا في شريط فيديو وهي تتوسل من أجل إنقاذ حياتها، طالبة من القوات الأجنبية، بما فيها قوات الاحتلال الإيطالية ترك العراق .

وأدان زعماء المعارضة الإيطالية مقتل ضابط الاستخبارات إيطالي وجرح الصحفية جوليانا.
وقال ألفونسو بيكورارو (زعيم حزب الخضر): "هذه ضحية أخرى في حرب عبثية".

كما قال بيير فاسينو (زعيم الحزب الديموقراطي اليساري): "غير معقول أن يقتل رجل أخذ على عاتقه المهمة الصعبة لحماية مدنيين على يد من يدعون أنهم موجودون في العراق لحماية المدنيين".

واستدعى رئيس الوزراء الإيطالي سلفيو بيرلسكوني مساء الجمعة السفير الأميركي في روما لطلب توضيح لما سماه "مثل هذا الحادث الخطير".
وقال بيرلسكوني، المعروف بتأييده القوي للغزو الأمريكي للعراق: " إن هناك تساؤلات مقلقة" تحتاج لإجابات.
وأضاف بقوله "إننا في حالة فزع وصدمة بسبب مقتل" ضابط المخابرات الإيطالي كاليباري.