أنت هنا

25 محرم 1426
دمشق - المسلم

في محاولة لتقليل الضغط العربي والدولي المستمر، وتجنب عزلة دولية محتملة، يلقي (الرئيس السوري) بشار الأسد اليوم السبت، خطاباً أمام البرلمان السوري (مجلس الشعب) من المتوقع أن يعرض فيه خطة الحكومة السورية حول الانسحاب من لبنان، فيما يعرف باسم "إعادة انتشار" نحو الحدود السورية اللبنانية المشتركة.

ويأتي خطاب الرئيس السوري بعد تصاعد الضغوط الدولية والعربية، المطالبة بخروج القوات السورية من لبنان، خاصة بعد حادثة اغتيال (رئيس الوزراء اللبناني السابق) رفيق الحريري، الذي اتهمت المعارضة اللبنانية سوريا بالوقوف خلف العملية، وهو ما تنفيه دمشق بشدة.

وحاول (الرئيس الأمريكي) جورج بوش قطع الطريق أمام احتمال إعلان الأسد انسحاباً جزئياً من لبنان، بالإعلان أمس الجمعة أن "المجتمع الدولي يطالب سوريا بانسحاب كامل من لبنان". رافضاً مبدأ تجزئة الانسحاب إلى مراحل.

ويبدو أن الجولات المكوكية للدبلوماسية السورية في القاهرة والدوحة والرياض وموسكو وبيروت؛ لم تستطع كسب مواقف مؤيدة للموقف السوري من عملية سحب القوات من لبنان، والتي تؤثر بشكل كبير على ميزان القوى في المنطقة، لصالح الاحتلال الإسرائيلي، وهو ما تخشاه دمشق وتتغاضى عنه دول العالم، وتطمح إليه تل أبيب.

وتوقعت مصادر سياسية سوريّة أن يعلن الرئيس السوري اليوم عن انسحاب جزئي، يتم بموجبه إعادة انتشار القوات السورية إلى الحدود اللبنانية السورية المشتركة، في منطقة سهل البقاع.
مشيراً إلى أن ذلك قد يرضي القادة العرب، إلا أنه لا يرضي الإدارة الأمريكية والحكومة الإسرائيلية الطامحة إلى انسحاب كامل وتام من لبنان.

وقال بوش أمس: " عندما تشير الولايات المتحدة وفرنسا إلى الانسحاب، فإنها تقصد الانسحاب الكامل، وليس الإجراءات الجزئية".
مشيراً إلى أن الولايات المتحدة تريد خروجاً كاملاً للجنود الـ15000 السوريين الموجودين في لبنان.

ومن الواضح أن دمشق تبحث عن مظلة عربية بعيدة عن الضغط الأمريكي وقرار الأمم المتحدة رقم 1559، لتنفيذ الانسحاب السوري.
وقال (وزير الدفاع في الحكومة اللبنانية المستقيلة) عبد الرحيم مراد: " إن هذه الخطوة تأتي في إطار تطبيق اتفاق الطائف الذي أنهى الحرب الأهلية في لبنان (1975-1990م)".
مشيراً إلى أن سوريا ستعيد نشر قواتها وفقاً للاتفاق الذي ينص على سحب تلك القوات إلى وادي البقاع الشرقي، على أن تتفق بيروت ودمشق بعد ذلك على جدول زمني بشأن مدة بقاء هذه القوات.

يذكر أن القوات السورية نفذت حتى الآن خمس عمليات إعادة انتشار منذ عام 2000م وسحبت بعض قواتها إلى البقاع، وأعادت بعضها إلى سوريا لكنها أبقت قوات داخل بيروت وحولها وشمال لبنان.