
تهرّب الرئيس السوري بشار الأسد اليوم السبت من إقرار الانسحاب الكامل لقواته من لبنان، بالإشارة إلى أن مسألة الانسحاب هي "شأن داخلي" ومسألة خاصة بالحكومة اللبنانية وحدها.
وتعرضت دمشق خلال الأيام الماضية إلى ضغوطات دولية كبيرة لدفعها إلى إخراج قواتها المؤلفة من 15000 جندي سوري، من لبنان. بعد اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري، الذي تتهم مصادر أجنبية ومعارضة في لبنان سوريا بالوقوف خلفها، فيما تنفي دمشق بشدة ذلك.
وقال الأسد في كلمة له اليوم السبت أمام البرلمان السوري (مجلس الشعب): " لن نبقى يوماً واحداً إذا كان هناك إجماع لبناني على مغادرة سوريا".
مستخدماً السياسية الدبلوماسية التي تنتهجها سوريا، لتبرير بقاء القوات السورية في لبنان.
وبدل الانسحاب الكامل الذي تضغط أمريكيا وتل أبيب وباريس لتنفيذه، وتدعو إليه المعارضة اللبنانية، أشار الأسد في كلمته إلى أن الانسحاب يمكن أن يتم على مراحل، وأن سوريا ستسحب كل قواتها من لبنان شرقاً باتجاه الحدود المشتركة. واصفاً العملية بأنها ستتم عبر "انسحاب منظم وتدريجي".
وأضاف أن سوريا تهتم بالانسحاب من لبنان.
وقال الأسد: " إنه اتفق مع الرئيس اللبناني أميل لحود على أن ينعقد المجلس الأعلى السوري اللبناني في بحر هذا الأسبوع لبحث الانسحاب"، مشيراً إلى أن سوريا تكون قد نفذت التزاماتها بحسب اتفاق الطائف.
وقال الأسد مخاطبا اللبنانيين: " استعدوا لاتفاق 17 أيار (مايو)" (في إشارة للاتفاق مع (إٍسرائيل) الذي ألغي بعد انتفاضة شعبية) وأضاف "استعدوا لإسقاطه كما أسقطت 17 أيار(مايو)".
وحول القرار الدولي رقم 1559 قال الأسد: " إنه رغم ملاحظاتنا على القرار، لكن سوريا تعاملت معه بإيجابية. وليس هناك علاقة بين موضوع التمديد للرئيس اللبناني اميل لحود وإصدار القرار، وإن هناك بنود مخفية في القرار"، مشيراً إلى أن بعض بنود القرار وضعت قبل عملية التمديد.
وقال الرئيس السوري: " إن من مبادئ سوريا دعم الأمم المتحدة في جميع الأحوال". وأضاف "إن القرار إذا لم يراع الظروف الموضوعية في لبنان فسيكون له تأثيرات سلبية".
وحول بقاء القوات السورية في لبنان قال الأسد: " إن سوريا لا تريد أن تبقى في لبنان، وأنها نفذت 4 عمليات انسحاب من لبنان قبل صدور القرار"، مشيراً إلى أن الانسحاب من لبنان لا يعني انتفاء التأثير السوري في لبنان".
وحول حادثة اغتيال الحريري قال بشار الأسد: " إن كشف مرتكبي جريمة اغتيال الحريري ضرورة سورية كما هي للبنان... ولا بد من الاعتراف بأننا ارتكبنا أخطاء في لبنان... وإن بعض اللبنانيين استغلوا الوجود السوري لأسباب شخصية سياسية ومالية".
واتهم البعض الآخر بالمتاجرة السياسية.
وقال: " إن بعض وسائل الإعلام حاولت تشويه مواقف الدول العربية تجاه سوريا مؤخرا"، مضيفاً أن "جميع الدول العربية تدعم الموقف السوري".
وكان الرئيس السوري بشار الأسد بدء إلقاء الخطاب الذي وصف بالتاريخي مؤكداً على استعداد سوريا للعودة إلى مفاوضات السلام مع (إٍسرائيل) بدون أي شروط ولكن على أساس مرجعية مدريد.
وكانت المنطقة المحيطة بمقر المخابرات السورية في العاصمة اللبنانية بيروت شهدت حركة غير طبيعية اليوم السبت. حيث قامت قوة من الجيش اللبناني بالانتشار بعيد الظهر في منطقة البوريفاج أمام المقر، ثم ما لبثت أن انسحبت بعد قليل حسبما قال شهود عيان.
وحسب رواية نقلتها وكالة الأنباء الفرنسية فقد انتشرت في المنطقة ثماني ناقلات جند لبنانية مؤللة فيما كان عدد من الجنود يجوبون المنطقة.
وقالت الوكالة: " إن الجنود السوريين ما زالوا في المباني القريبة من فندق البوريفاج كما شوهد الحراس في مواقعهم الاعتيادية وفق المصدر نفسه".