
أبدى الدكتور عدنان سلمان الدليمي (رئيس ديوان الوقف السني، وممثل مؤتمر أهل السنة في العراق) قلقه وتخوفه من عدم وجود نوايا صادقة لدى بعض الجهات الشيعية في التوصل إلى حلول للمشاكل التي تعترض التعايش بين الطوائف، مشيراً إلى تفاقم ظاهرة التهجير القسري لبعض أهل السنة من مناطق جنوب العراق.
وأشار الدليمي إلى أن اتصالات ولقاءات حصلت بين الديوان والأحزاب الشيعية الرئيسة، ومنها حزب الدعوة والمجلس الأعلى للثورة الإسلامية، ومنظمة بدر، وبعض المراجع بهدف التنسيق والتعايش بين أبناء الطائفتين السنية والشيعية، وتم تشكيل لجان للتسوية وحل المشاكل، ومنها ظاهرة التهجير القسري لبعض أهل السنة من مناطق جنوب العراق.
ولفت الدليمي إلى أن تلك الاجتماعات لم تسفر عن نتائج ملموسة؛ لأنه على ما يبدو ليست هناك نوايا حقيقية للمصالحة بدليل قيام جهات شيعية بالاستيلاء على أربعين مسجداً للسنة في المناطق الشيعية ولم تقم أية مرجعية سياسية أو دينية شيعية بإعادتها إلى الوقف السني.
وقال الدكتور الدليمي: " نتمنى أن نكون نحن وهم صادقين من أجل إيقاف سفك الدماء والتعايش السلمي لما فيه صالح العراق.
وذكر الدليمي أن 49 إماماً وخطيب جامع ومئات المصلين من أهل السنة قتلوا في عمليات اغتيالات وتفجيرات من قبل مجهولين، كما يوجد ما يزيد على 80 من المشايخ والأئمة وخطباء الجوامع في السجون حالياً، وتمت مفاتحة الحكومة وقوات الاحتلال الأمريكية لإطلاق سراحهم.
وعبر الدليمي عن استنكاره لعمليات تفجير الأماكن المقدسة والاغتيالات التي وقعت مؤخراً وخاصة في الحلة ، مؤكداً رفضه للهجمات على أفراد الحرس والجيش وفي نفس الوقت استنكر قيام عناصر منهما بسب أهل السنة والصحابة وأعمال الاعتقال والتعذيب لأهالي بعض المناطق، مثل: الأعظمية وشارع حيفا والمدائن والفلوجة ومناطق أخرى، وعرض الدليمي على الصحفيين بعض الصور لتعذيب مصلين حتى الموت من قبل القوات الحكومية.
من جانبه ، أكد ياسر عبد القادر (المستشار القانوني في الوقف السني) أن الكثير من الشكاوى تصل من أهل السنة بوجود مضايقات كثيرة لهم في بعض المناطق الشيعية، وخاصة في جنوب العراق تهدف إلى إجبارهم على مغادرة تلك المناطق، كما تقوم عناصر من الحرس والشرطة بتعمد إساءة معاملة أهل السنة بدوافع طائفية من خلال المداهمات والاعتقالات والتهجم على الرموز السنية .
وكشف عن حدوث عدة اتصالات للوقف السني مع القوي السياسية والدينية الشيعية لمعالجة المشاكل ولكن دون جدوى، ولا زالت عمليات الاغتيالات والاعتقالات ضد رجال الدين من أهل السنة متواصلة، كما تم الاستيلاء على الكثير من ممتلكات الوقف السني بشكل عشوائي من قبل بعض الدوائر الحكومية والقوى السياسية والدينية الشيعية، وخاصة في مناطق جنوب ووسط العراق.