
أكدت الصحفية الإيطالية المفرج عنها مؤخراً في العراق جوليانا سرجينا: " إن القوات الأميركية التي أطلقت النار عليها ربما استهدفتها عن عمد نظراً لمعارضة واشنطن لسياسة إيطاليا الخاصة بالتعامل مع خاطفيها".
وكانت سفرينا احتجزت كرهينة في العراق، وتعرضت لعملية إطلاق نار على موكبها من قبل قوات الاحتلال الأمريكية، بعد الإفراج عنها، ما أسفر عن إصابتها ومقتل ضابط استخبارات إيطالي.
ولم تقدم سفرينا في تصريحاتها أمس أدلة على ادعائها، غير أنه يعكس رغم ذلك غضباً متنامياً في إيطاليا بسبب إدارة الحرب في العراق، والتي أسفرت عن مقتل 20 إيطالياً كان آخرهم رجل المخابرات الإيطالي الذي ساهم في عملية إطلاق سراح سرجينا قبل لحظات من مقتله.
ويقول الجيش الأميركي: " إن السيارة كانت تنطلق بسرعة صوب نقطة تفتيش وتجاهلت طلقات تحذيرية" وهي رواية أكدت سرجينا وسائق السيارة كذبها.
وقالت سرجينا التي كانت تتحدث من على سرير بمستشفى حيث تعالج : " إنه من المحتمل أن يكون الجنود استهدفوها؛ لأن واشنطن تعارض تعاملات إيطاليا مع الخاطفين التي قد تشتمل على دفع فدية مالية".
ومضت تقول: " لا توافق الولايات المتحدة على هذه السياسة (دفع فدية) ومن ثم يحاولون منعها بأي وسيلة ممكنة".
وطبقاً لصحيفة كورييري ديلا سيرا قال سائق السيارة (وهو رجل أمن إيطالي لم تكشف عن هويته): " كنا نسير ببطء بسرعة تتراوح بين 40 و50 كيلومتراً في الساعة".
وروت الصحافية الإيطالية سفرينا في حديث نشر في صحيفتها (ايل مانيفستو) تفاصيل (اليوم الأكثر مأساوية في حياتها) الذي شهد إطلاق سراحها ومقتل حاميها (المسؤول في أجهزة الاستخبارات الإيطالية) نيكولا كاليباري.
وتحت عنوان عريض اختصر بكلمة واحدة (حقيقتي) تكشف سفرينا أن خاطفيها رافقوها إلى منطقة في بغداد بعد أن حذروها ب"عدم القيام بأي حركة تكشف عن وجودها معهم؛ لأن ذلك قد يدفع الأميركيين إلى التدخل"، وكانوا مستعدين للرد في حال كشف أمرهم حسب قولها.
وتابعت أن مروحية حلقت في الأجواء، وقام خاطفوها بتركها خارج السيارة بعد أن نزعوا العصاب عن عينيها، وقالوا لها: "لا تخافي سيكونون هنا خلال عشر دقائق لاصطحابك".
وأضافت "بقيت في مكاني مسمرة من دون حراك، وكانت عيناي مليئتين بالقطن تحت نظاراتي السوداء".
وتابعت "بعد قليل تناهى إلى سمعي صوت صديق يقول: "جوليانا أنا نيكولا لا تخافي أنت حرة طليقة".
ولم يكن هذا سوى عنصر أجهزة الاستخبارات الإيطالية نيكولا كاليباري، الذي حضر إلى المكان لاصطحابها وقتل بعد ذلك بقليل برصاص الجنود الأميركيين.
وأضافت الصحافية الإيطالية "فجأة شعرت بالارتياح ليس فقط بسبب ما يجري، والذي لم أفهم منه شيئاً، بل بسبب عبارات هذا ال(نيكولا) الذي أدخل في نفسي شعوراً بالراحة والطمأنينة كنت قد نسيت كيف يكون منذ مدة طويلة".
وبعد أن استقلت السيارة روت جوليانا أن السائق "تكلم مرتين مع السفارة ومع إيطاليا" ليشرح أنهم في طريقهم إلى المطار.
وتابعت "كنا قد أصبحنا على مسافة كيلومتر من المطار عندما وقع الحادث، ولا أتذكر سوى الرصاص الذي كان ينهمر علينا مثل زخات المطر".
وأضافت أنه إذا كان يوم الجمعة "اليوم الأكثر مأساوية في حياتي" فإن شهر الاعتقال "غير على الأرجح إلى الأبد مسار حياتي".