
أعلنت قادة كل من سوريا ولبنان اليوم الاثنين، أن القوات السورية ستنهي انسحابها إلى وادي البقاع شرقي لبنان بحلول نهاية شهر مارس الحالي، مشيرة إلى أن الانسحاب الكامل للقوة السورية سيُؤَجل إلى ما بعد إجراء مفاوضات ثنائية بين القيادتين.
وجاء الإعلان الجديد بعد اجتماع عقده (الرئيس السوري) بشار الأسد مع (الرئيس اللبناني) إميل لحود في دمشق، التي وصلها لحود صباح اليوم، للتباحث مع الأسد حول انسحاب القوات السورية من لبنان.
وأكد البيان الرئاسي الصادر اليوم على أن القوات السورية ستنسحب من كافة المناطق اللبنانية الشمالية والوسطى، باتجاه الشرق، على مقربة من الحدود السورية اللبنانية المشتركة.
وأشار البيان إلى أن المسؤولين العسكريين في كلا البلدين سيقررون خلال شهر، حجم القوات السورية التي ستبقى في وادي البقاع، وتاريخ بقائها.
وأضاف التصريح السوري اليوم، أن الحكومتين السورية واللبنانية ستوقعان على الانسحاب الكامل للقوات السورية من لبنان، عبر جدول زمني محدد بعد التفاوض.
ويلاحظ أن الإعلان السوري الجديد، لم يضع برنامجاً محدداً للانسحاب الكامل، الذي طالبت به الولايات المتحدة وفرنسا وتل أبيب.
وفي واشنطن، صرّح (السفير السوري) عماد مصطفى لشبكة (السي إن إن) قائلاً: " إن سوريا ستسحب كل قواتها من لبنان خلال أشهر قليلة"، مشيراً إلى أن الانسحاب سيتم عبر مرحلتين.
وأضاف " دخلنا لبنان لإنهاء حرب أهلية دموية، والآن سوف ننسحب وفقاً للقانون الدولي، كي نقدم مثالاً جيداً لباقي دول الشرق الأوسط".
إلا أن آدم إريلي (مساعد المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الأمريكية)، قال لشبكة الأسوشيتدبرس اليوم: " إن الولايات المتحدة تطالب بانسحاب كامل للجنود السوريين وعملاء المخابرات من لبنان قبل الانتخابات البرلمانية المقررة في مايو القادم".
وأضاف " إلى أن تخرج القوات السورية وعملاء المخابرات من لبنان، فإن قرار مجلس أمن الدولي (1559) لن يكون محترماً (مطبقاً)".
وقالت الأسوشيتدبرس: " إن الصحفيين شاهدوا اليوم شاحنتين سوريتين عسكريتين محملتين بالأثاث تتجهان شرقاً إلى أعلى الجبال اللبنانية، في أول علامات الانسحاب السوري من لبنان".
مشيرة إلى أن سبع شاحنات فارغات أخرى، شوهدت وهي تهبط من الجبل باتجاه المواقع العسكرية السورية، لتحميل العتاد من المعسكرات فيما يبدو، كما شوهدت دبابتان سوريتان تقفان إلى جانب الطريق.
وفي تلك الأثناء، أعلن لحود عن شكره العميق للرئيس السوري على دور سوريا في مساعدة لبنان بإنهاء الأزمة الطائفية، وعلى منع قيام الفصائل المسلحة بالاقتتال طوال السنوات الماضية، وعبّر عن تقديره لإعلان دمشق خروج قواتها من لبنان. في إشارة إلى شرعية الوجود السوري من منطق الحكومة اللبنانية.
إلا أن لحود أكد على استمرار وجود التنسيق السوري اللبناني المشترك في مواجهة التحديات، ومواصلة التعاون بينهما، حتى بعد خروج القوات السورية من كامل الأراضي اللبنانية.