
بعد لقائين أمنيين عقدهما المسؤولون الفلسطينيون والإسرائيليون اليوم الأربعاء، تنصلت الحكومة الإسرائيلية مجدداً من تنفيذ وعودها السابقة، بالانسحاب من مدينة أريحا وطولكرم، التي كان من المفترض أن يتم نقل المسؤولية الأمنية لإحداهما إلى الجانب الفلسطيني مساء اليوم الأربعاء.
وانتهى الاجتماعان دون التوصل إلى أي اتفاقية، وفق ما أكدت مصادر فلسطينية وإسرائيلية، بعد وعود إسرائيلية بان يتم تسلم مدينة أريحا إلى الفلسطينيين اليوم.
ويبدو أن الجانب الإسرائيلي يحاول المماطلة قدر المستطاع في تنفيذ وعوده السابقة، ويقوم بوضع عراقيل، تحول دون تقديم أي تنازلات، رغم جملة التعهدات التي أطلقها رئيس الوزراء الإسرائيلي آريل شارون، لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، خلال قمة شرم الشيخ الأخيرة.
وفي حين يتم الوقوف في وجه المقاومة الفلسطينية من قبل الإسرائيليين ومن قبل قوات السلطة الفلسطينية ويتم إدانة عملياتهم العسكرية دولياً، بحجة كسر الهدنة وعدم الالتزام بالتعهدات السابقة؛ يتم التغاضي عن عدم التزام الجانب الإسرائيلي بتقديم أي من التعهدات السابقة، دون أن يتم إدانتها أو محاسبتها دوليا، ودون أن تقوم السلطة الفلسطينية باتخاذ أي موقف عملي من تلك القضية !
وكانت مصادر إعلامية أشارت إلى أن قائد القوات الإسرائيلية في منطقة الغور، العميد تال روسو، التقى بقائد قوات الأمن الوطني الفلسطيني، اللواء حاج إسماعيل جبر، اليوم.
إلا أن اللقاءات لم تفض إلا إلى مزيد من التعقيد والعراقيل الإسرائيلية.
حيث رفض الجانب الإسرائيلي تسليم قرية العوجة إلى الشمال من المدينة ورفع الحواجز المحيطة بها مصرا على تسليم الأمن للفلسطينيين داخل المدينة فقط، وهو ما رفضه الجانب الفلسطيني.
وقال اللواء إسماعيل جبر: " إن الوفد الإسرائيلي لم يتلق على ما يبدو توجيهات واضحة في شأن تفكيك كل الحواجز والسماح للفلسطينيين بالسير على الطريق 90 وتسليم قرية العوجة الواقعة ضمنه".
كما قال جبر: " إن إسرائيل رفضت نقل بلدة عوجة المتاخمة لمدينة أريحا للفلسطينيين". وأضاف: "على ما يبدو، فإنه لا يوجد للجانب الإسرائيلي حتى الآن الأوامر السياسية لتنفيذ التفاهمات التي توصلنا إليها حول إزالة الحواجز العسكرية وتسليم بلدة العوجة للفلسطينيين".
مؤكداً أن الجانب الفلسطيني يبذل قصارى جهده من أجل التوصل إلى تفاهمات والتقدم في قضايا المفاوضات.
ويبدو أن المسألة سوف تنقل -على الأرجح- من التفاوض العسكري إلى التفاوض السياسي، في محاولة لإيجاد حل.
حيث من المقرر أن يقوم شاؤول موفاز بزيارة إلى القاهرة، للقاء الرئيس المصري حسني مبارك، يحاول من خلالها الوصول إلى حل مناسب للقضية المعرقلة.
كما تشمل زيارة شاؤول إلى القاهرة، الاتفاق حول ترتيبات الوجود الأمني المصري على الحدود المصرية-الفلسطينية بعد الانسحاب الإسرائيلي من غزة.
وقالت وزارة الدفاع الإسرائيلية: " إن زيارة موفاز لمصر تأتي بناء على "دعوة شخصية" من مبارك".