أنت هنا

2 صفر 1426
مقديشو - وكالات

أكدت مصادر صومالية أنه وعلى الرغم من مضي أكثر من ثلاثة شهور على كارثة (تسونامي) إلا أن العشرات من الصوماليين يموتون أسبوعياً بعد ظهور أعراض غريبة بين ساكني السواحل البحرية، بسبب ما يعتقد أنه "مواد مشعة".

وتخشى مصادر صومالية أن تكون أمواج المد البحري العاتية التي ضربت الصومال في 26 ديسمبر الماضي؛ ألقت بمخلفات خطيرة مشعة على شواطئ البلاد.

من جهتها، أفادت الأمم المتحدة بأن شركات أوروبية ألقت نفايات سامة، مثل: رصاص اليورانيوم، وعنصر الكدميوم الفلزي، والزئبق بالإضافة إلى نفايات صناعية وطبية وكيماوية في المياه الإقليمية التابعة للصومال في أواخر حقبة الثمانينيات من القرن الماضي.

وقال أحد الصيادين، ويدعى عويس أحمد محمد: " إن عدداً كبيراً من الصيادين والبحارة مصابون بسعال شديد، ومنهم من يتوفى في غضون 36 ساعة من إصابته بتلك الأعراض" مشيراً إلى أن تلك المدة ليست كافية للوصول إلى الطبيب.
وأضاف أن جميع المتوفين كانوا مصابين بأعراض حمى إلى جانب وهن شديد ونزيف من الأنف.

وأشار إلى أن الأوضاع كانت طيبة قبل وقوع كارثة تسونامي مؤكداً أن الصيادين باتوا يشعرون برهبة وخوف عارمين من البحر.

وذكر طبيب في مستشفى المدينة بالعاصمة مقديشو إن جميع المؤشرات حوله تجعله مقتنعاً بوجود نفايات مشعة تؤثر على البشر والحيوانات في الصومال.
وأكد أنه توقف عن تناول الأسماك؛ لأنه لا يعرف ماذا أصبح بداخل أحشاء البحر.

وأصدر برنامج الأمم المتحدة للبيئة تقريراً في الآونة الأخيرة يقول: إن الفلاحين الذين يعيشون بالمناطق الساحلية في الصومال يعانون من عدوى حادة في الجهاز التنفسي يصعب تفسير أسبابها، فضلاً عن سعال شديد ونزيف من الفم ونزيف داخلي وظهور أشياء غير طبيعية على الجلد إلى جانب صعوبات في التنفس.
وأوضح التقرير أن هذه الأعراض مشابهة لتلك التي تنجم عن التعرض لمواد مشعة.

وقال مستشار لوزير البيئة الصومال: إنه اطلع على 100 حالة على الأقل لأفراد يعيشون على ساحل الصومال مصابون بالأعراض التي حددها برنامج الأمم المتحدة للبيئة، لكن (ممثل الصومال لدى منظمة الصحة العالمية) الدكتور محمد محمود علي، قال: إنه لم يشاهد أي حالة من الحالات المصابة بتلك الأعراض الغريبة.

ووجهت الحكومة الصومالية التي شكلت حديثاً من منفاها في كينيا الدعوة إلى الأمم المتحدة هذا الأسبوع لإرسال فريق من الخبراء على وجه السرعة إلى ساحل الصومال لإجراء فحوص بشأن تلك المشكلة.
إلا أن الأمم المتحدة ادعت أنها تنتظر استتباب الوضع الأمني في الصومال قبل أن ترسل فريقاً من العلماء إلى ساحل الصومال !!!