
مع اقتراب القمة العربية في الجزائر، انتقدت دمشق بشدة المواقف الأردنية الأخيرة، حول الانسحاب السوري من لبنان، وإعادة سفيرها إلى تل أبيب، معتبرة أن هذه المواقف تشكّل خروجاً على "الخط العربي الأحمر".
وأشارت صحف سورية إلى أن تصريحات (وزير الخارجية الأردني) هاني الملقي في تل أبيب بشأن الانسحابات السورية من لبنان، ووصفه اتفاق الطائف بأنه "من مخلّفات الماضي، وبأنه لم يعد صالحاً للتنفيذ".
وانتقدت الصحف السورية قرار الأردن إعادة سفيرها إلى (إٍسرائيل) وزيارة الملقي لها وتصريحاته فيها، والتي قالت: " إنها تجاوزت الخط العربي الأحمر وترجمت بأمانة السياسة الأميركية الإٍسرائيلية وضغوطها ضد دمشق".
ووصفت سياسة الأردن بأنها مسيّرة وليست مخيّرة، وبأنها تتناقض مع نبض الشارع الأردني والشارع القومي العربي وحساباته.
وأبدت الصحف أسفها لزيارة الملقي لتل أبيب ولقائه مع شارون في وقت يطالب فيه عمدة لندن بمحاكمته كمجرم حرب ويصف سياسة (إٍسرائيل) بأنها عنصرية وإجرامية.
وتمنت لو أن الأردن تحرك تجاه أشقائه العرب لإنجاح القمة العربية المقبلة القريبة في الجزائر وتجاه سوريا في مواجهة الهجمة التي يتعرض لها العرب وفي مقدمتهم سوريا.
وقالت: "إذا كانت زيارة الملقي لـ(إٍسرائيل) شأناً أردنياً لكنها ليست كذلك في عرف الإجماع العربي، فإن ما أدلى به الملقي من (إٍسرائيل) تجاوز الخطوط الحمراء واصطفاف وزراء واشنطن وتل أبيب في معركتها وضغوطهما على دمشق وضدها".
ورد الملقي على كلام الصحف السورية بالقول: "إنه لا معنى له .. لا يمكننا أن نكون انتقائيين بشأن قرارات مجلس الأمن .. يمكن لتشرين (الصحيفة) أن تقول ما تريد".
وأكد الملقي أمس أن الملك عبد الله الذي سيعقد قمة مع (الرئيس الأميركي) جورج بوش الثلاثاء المقبل في واشنطن، سيحمل معه الملفات الأردنية الثنائية وقضايا المنطقة ومشاكلها والوضع الإقليمي الذي يؤثر فيه الأردن ويتأثر به بشكل مباشر، مشيراً إلى أن الزيارة لا تتعلق فقط بالمساعدات الأميركية للأردن على الرغم من أهمية هذا الأمر !!
وأضاف أن العاهل الأردني الذي قام بزيارة إلى أوروبا للبحث في تخفيف أعباء الدين عن الأردن، وجد مؤشرات إيجابية ومشجعة في هذا الإطار.
وحول القمة العربية في الجزائر في 22 من الجاري، أوضح الملقي أن الملك سيطرح في هذه القمة الملفات العراقية والسورية واللبنانية إضافة إلى المسار الفلسطيني ـ الإٍسرائيلي الذي بدأت ملامحه تظهر جلية.