
قال يان برونك (مبعوث الأمم المتحدة إلى دارفور): " إن جميع العاملين الدوليين في وكالات الإغاثة انسحبوا من مناطق غرب دارفور إلى عاصمة ولاية غرب دارفور بسبب تهديدات من مليشيا الجنجويد باستهداف الأجانب وقوافل المنظمة الدولية"، متهماً الحكومة السودانية بعدم اتخاذ خطوات كافية لنزع أسلحة الجنجويد.
وتأتي تصريحات برونك التي أدلى بها في مؤتمر صحفي مع منسق شؤون الإغاثة الدولية يان إيغلاند في جنيف، بعد أن تعرض إيغلاند الثلاثاء الماضي لانتقادات حادة من الحكومة السودانية بشأن تقديرات نقلها المتحدث باسمه، قال فيها: " إن زهاء 180 ألف شخص لقوا حتفهم بسبب الجوع والأمراض في دارفور على مدى 19 شهرا من القتال".
وفي هذا الصدد أصر إيغلاند على أن هذا الرقم كان افتراضا معقولا، على أساس مقتل نحو عشرة آلاف مدني شهريا في المتوسط منذ بدء الصراع بين الجماعات المتمردة والقوات الحكومية التي تدعمها ميليشيات الجنجويد.
وأضاف أن معدل الوفيات تناقص بعد سماح السلطات السودانية لفرق المساعدات الإنسانية الدولية بدخول البلاد لمساعدة نحو 1.8 مليون شخص نزحوا عن ديارهم، ويعيشون حاليا في مخيمات للاجئين.
ولم يركز إيغلاند في حديثه على منطقة دارفور بل تطرق إلى الأزمة الإنسانية بمنطقة شرق الكونغو،, قائلا: " إنها تعاني من أسوأ كارثة إنسانية في العالم حاليا بعد أن تجاوز عدد قتلى العنف الطائفي والسياسي ضحايا إقليم دارفور".
وأوضح أنه على مدى السنوات الست الماضية بلغ عدد القتلى في جمهورية الكونغو الديمقراطية ما يعادل ضحايا موجة المد الزلزالي التي راح ضحيتها نحو 300 ألف شخص بين قتيل ومفقود في جنوب وجنوب شرق آسيا، وحمل في مؤتمر صحفي بجنيف على المجتمع الدولي لإهماله الاهتمام بهذه القضية.
وقال: " إن المجتمع الدولي بالغ في التركيز على دارفور وأهمل الأزمة شرق الكونغو"، مشددا على أهمية إجراء مفاوضات جادة من أجل السلام بين حكومة الخرطوم والمتمردين.