
صدرت في فلسطين أول دعوة من علماء مسلمين لمقاطعة البضائع والمنتجات الأمريكية رداً على تدنيس المصحف الشريف على أيدي الجنود الأمريكيين.
وطالبت رابطة علماء فلسطين الشعوب العربية والإسلامية بالتظاهر تنديداً بانتهاك محققون أمريكيون بسجن جوانتانامو بكوبا حرمة القرآن الكريم، ودعتهم إلى مقاطعة البضائع والمنتجات الأمريكية، مشددة على ضرورة توقف الدول العربية والإسلامية عن السعي لكسب ود الولايات المتحدة الأمريكية.
وقالت الرابطة في بيان صحفي" نقلت وكالات الأنباء ما يقوم به ضباط أمريكا وجنودها من تمزيق للمصحف الشريف وتدنيسه ووضعه في المراحيض (دورات المياه)، مما يشكل اعتداء على كل مسلم على وجه المعمورة، ويشكل اعتداء على دين الله، بل على الله _تعالى_ إذ إن القرآن كلام الله وكلام الله صفته ".
وأشارت أيضاً إلى سجل الولايات المتحدة الأمريكية الحافل بالاعتداء على كرامة المسلمين، مضيفة " من جديد تؤكد الولايات المتحدة الأمريكية معاداتها للإسلام، فلم تكتف باحتلال بلاد المسلمين، ولم تتوقف عند امتهان كرامة الإنسان المسلم، حيث لا تزال صور أسرى سجن أبي غريب عالقة في ذهن كل حر أبيّ، بل لا تفارق مخيلة كل مسلم غيور على عرضه، وها هي تواصل امتهانها لأقدس مقدساتنا الإسلامية، وينال جنودها البغاة من المصحف الشريف، ويقدمون على تدنيسه دون أدنى احترام لمشاعر المسلمين الدينية ".
وقالت: إننا في رابطة علماء فلسطين لا يسعنا إلا أن نهيب بجماهير شعبنا الفلسطيني المجاهد وأمتنا العربية والإسلامية لتهب هبة واحدة لنصرة دين الله _تعالى_، ونفض غبار الذل عنها، وإننا لنتساءل: هل وصل الأمر إلى تدنيس كتاب الله _عز وجل_ كما وصل الأمر قبل ذلك إلى تدنيس بيت الله قبلة المسلمين الأولى بإلقاء رأس خنزير وتعليقه على بوابة الأقصى، ومحاولة الاحتلال عبر قطعان المستوطنين تدنيسه بالعبور إليه وإقامة صلواتهم على أرضه الطهور ؟!!، فهل يسع الأمة الإسلامية الصبر بعد ذلك".
وأعربت رابطة علماء فلسطين عن غضبها جراء وضع الأسرى المسلمين في جوانتانامو، مشيرة إلى " وضعهم أقفاص من حديد عراة كالحيوانات مكبلي الأيدي والأرجل ؟! "، متسائلة : " ألا يعد ذلك انتهاكاً لأخص خصوصيات الإنسان ؟!، فهل يسع حكام أمتنا العربية والإسلامية بعد هذا كله التملق لأمريكا وطواغيتها، ومحاولة كسب الود منهم".
وأكملت تقول " نهيب بأمتنا العربية والإسلامية أن تقطع علاقاتها بأمريكا، وأن تقاطع بضائعها ومنتجاتها، وأن تستبدلها بأي بضاعة من أي بلد أخر حتى وإن كانت أقل جودة، كما نهيب بأمتنا العربية والإسلامية أن تخرج بمسيرات جماهيرية حاشدة غاضبة للتنديد بما تقوم به مرتزقة الجيش الأمريكي في جوانتانامو ".
وكانت مجلة نيوزويك الأمريكية قد نشرت يوم 9 مايو 2005م تقريراً يفيد أن المحققين الأمريكيين في جوانتانامو انتهكوا قدسية نسخة من القرآن الكريم أثناء إحدى جلسات التحقيق بوضعها في المرحاض أمام الأسرى، وهو ما أثار سخط العالم الإسلامي، وأدى إلى خروج الآلاف في مظاهرات في عدد من الدول الإسلامية.