أنت هنا

25 جمادى الأول 1426
فلسطين ـ وكالات

ذكرت وزارة شؤون الأسرى والمحررين في السلطة الفلسطينية، إن أوضاع الأسرى في سجن بئر السبع بشقيه "أوهلى كيدار" و"ايشل"، الذين يبلغ عددهم (456) أسيراً، صعبة للغاية، وذلك وفقاً لما نقلته (محامية الوزارة) شيرين عيساوي، التي زارت السجن والتقت عدداً من الأسرى.
وأوضحت عيساوى إن هناك إهمالاً طبياً واضحاً للحالات المرضية الموجودة في القسم، الأمر الذي ينذر بتدهور صحة العديد من الأسرى، ووصولها إلى حالة الخطر. وأضافت بأن الأسرى محرومون من حقهم في تأدية شعائرهم الدينية بشكل جماعي.
وأضافت إذا سمحت الإدارة للأسرى بالصلاة بشكل جماعي، فإنها تحدد لهم عدد المصلين ووقت الصلاة بمدة معينة، وكذلك تجبر الإدارة الأسرى على ارتداء ملابس السجن البنية اللون، عند ذهابهم إلى الحلاقة، أو لزيارة الغرف المسموح بزيارتها في نفس القسم. كما أنها تقيد أيدي وأرجل الأسرى عند ذهابهم إلى العيادة، وحتى الوصول إلى غرفة الطبيب، وكذلك بالنسبة لزيارة الأهل، حيث يتم فك قيودهم عند وصولهم إلى غرفة الزيارة أمام ذويهم.
كما أوضحت أن الإدارة ورغم موافقتها على إدخال الملابس من قبل الأهالي للأسرى، فإنها لا زالت ترفض إدخالها، مما حرم عدداً كبيراً من الأسرى من تغيير ملابسهم، وخاصة الذين قدموا حديثاً من التحقيق ومراكز التوقيف المختلفة.
كما تمنع إدارة السجن العديد من الأسرى من زيارة ذويهم بحجج أمنية، وأن هناك عدداً من الأسرى لم ير أهله منذ سنوات، ويشتكى الأسرى من سوء معاملة الأهل عند الزيارة، حيث تشدد إدارة السجون على أهالي الأسرى أثناء زيارة أبنائهم، ويتعرضون أحياناً لتفتيش عار، بحجة عدم إدخال مواد ممنوعة إلى السجن، وتمنع الأطفال من الدخول إلا من كان بحوزتهم شهادات ميلاد أصلية، أو مسجلين بهوية الأم، الأمر الذي حرم العديد من الأطفال من زيارة آبائهم وإخوانهم.
وقالت: إن الزجاج العازل يمنع الأسرى من سماع ذويهم أثناء الزيارة، حيث لا يوجد هاتف للتحدث به عبر الزجاج، مما يضطر الأسرى والأهل إلى الصراخ لسماع بعضهم البعض، وهناك الازدحام في غرفة الزيارة، حيث يتم وضع 3 أسرى على شباك واحد في غرفة الزيارة.
وشددت على أن نوعية الطعام سيئة كماً ونوعاً، مما يضطر الأسرى إلى شراء المواد الغذائية من الكنتين، حيث لا تتوافر غالباً أصناف كثيرة من الطعام. وناشد الأسرى في بئر السبع الهيئات الدولية الضغط على الحكومة الإسرائيلية، من أجل تحسين ظروف حياتهم في المعتقل.

من جهة أخرى، أكدت مصادر فلسطينية رسمية أن الأسرى في سجن "نفحة" الصهيوني، يعانون من فرض الغرامات المالية عليهم، وذلك لأتفه الأسباب؛ وقال سفيان أبو زايدة (وزير شؤون الأسرى والمحررين) اليوم: إن إدارة سجن "نفحة" تفرض غرامة مالية على الأسرى داخل السجن كعقوبة لهم، مشيراً إلى أنه يتم سحب مبلغ الغرامة من الحساب الشخصي للأسير، وإذا لا يوجد مبالغ في حسابه، يتم سحب الغرامة من رصيد التنظيم الذي ينتمي إليه.
وأوضح أبو زايدة بعد زيارة قام بها برفقة هشام عبد الرازق (عضو لجنة الأسرى) أمس، لسجن "نفحة"، أن قوات الاحتلال، تفرض غرامات مالية على الأسرى، تصاعدت داخل السجون بشكل مكثف ومتواصل تصل ما بين 400 -800 شيكل، وذلك لأتفه الأسباب.
وأضاف الوزير أبو زايدة، أن ذلك يشكل ضغطاً نفسياً على الأسير، وعبئاً اقتصادياً جديداً عليه وعلى ذويه في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي يمر بها شعبنا، في وقت لا توفر فيه إدارات السجون المواد الأساسية للأسير مما يضطره لشرائها على نفقته الخاصة من الكنتينة.
وقال أبو زايدة: التقينا بممثلي الأسرى من كافة التنظيمات الوطنية والإسلامية وعدد من الأسرى ممن أمضوا سنوات طويلة في السجن في اجتماع مطول استغرق عدة ساعات، واستمعنا إلى مشاكلهم وما يتعرضون له من ممارسات قمعية.
وأشار إلى أن الأسرى اشتكوا لهم من أوضاعهم الصعبة والقاسية والآخذة بالتدهور، لافتاً إلى توتر الوضع وتزايد الضغوطات عليهم يوماً بعد يوم بحجج واهية ومختلفة، حيث تقوم إدارة السجن بتفتيش مفاجئ على غرفهم في النهار وفي منتصف الليل، وتقوم قوات خاصة معدة لهذه الأمور وبشكل استفزازي بعملية المداهمة والتفتيش وقلب الغرفة رأساً على عقب والعبث بمحتويات الأسرى وأحياناً تدميرها.
وأوضح أبو زايدة، أن هناك قرابة 950 أسيراً في السجون والمعتقلات الصهيونية يعانون أمراض مختلفة وأوضاعهم الصحية تحتاج إلى رعاية مستمرة، ومنهم العشرات يعانون أمراضاً مزمنة ويواجهون خطر الموت جراء تدهور وضعهم الصحي، في ظل إهمال طبي متعمد من قبل إدارات السجون وعدم تقديم العلاج المناسب لهم، الأمر الذي يستدعي وبشكل عاجل لتدخل المؤسسات الدولية والحقوقية، وإرسال فرق طبية لزيارة الأسرى المرضى وتقديم العلاج الطبي اللازم لهم وإنقاذ حياتهم.
ونوه إلى أن معاناة الأسرى لم تقتصر بالتضييق عليهم فسحب، لكن امتد ذلك للتضييق على أهاليهم عند الزيارة وصلبهم بالخارج لعدة ساعات وخضوعهم لتفتيشات دقيقة ومذلة.
ودعا اللجنة الدولية للصليب الأحمر، لتوجيه مندوبيها لزيارة كافة السجون والمعتقلات الصهيونية بصورة عاجلة للاطلاع على أوضاع الأسرى الصعبة والقاسية هناك، والمعاملة اللا إنسانية التي يتعرضون لها والتي تتنافى وكافة المواثيق والأعراف والاتفاقيات الدولية.
من جانبهم ناشد الأسرى في سجن نفحة الصحراوي، كافة منظمات حقوق الإنسان والصليب الأحمر الدولي للتدخل الفوري والعاجل للعمل على إطلاق سراح الأسير المريض مراد أبوساكوت، والذي يصارع الموت في مستشفى سجن الرملة، وحالته صعبة جداً، ويعاني من سرطان في الرئة، محذرين إدارات السجون من الاستمرار في الاستهتار بحياة الأسرى، والذي أدى مؤخراً لاستشهاد الأسير بشار بني عودة في سجن جلبوع، وبالمناسبة أرسلوا تعازيهم الصادقة إلى ذوي الشهيد بني عودة وإلى شعبهم.
يذكر أن سجن نفحة يقع في صحراء النقب ويبعد 100 كم عن مدينة بئر السبع، وأنشئ وافتتح عام 1980، وكان يتسع حينذاك لـ120 أسيراً فقط ومن ثم تم توسيعه، وإضافة أقسام جديدة إليه، ويعد من أشد السجون قساوة، وبنىَّ خصيصاً آنذاك للقيادات الفلسطينية من المعتقلين في مختلف السجون لإخضاعهم للموت التدريجي، وعزلهم عن بقية السجون الأخرى للحد من تأثيرهم، وقد شرعت إدارة السجن في الآونة الأخيرة في بناء قسمين جديدين يتسعان لحوالي 300 أسير، وذلك لاستيعاب عدد أكبر من الأسرى في هذا السجن الصحراوي الذي يتسع في الوقت الحاضر لـ 740 أسيراً.

وفي سياق آخر،أكد الأسرى القابعون في سجن الدامون الاحتلالي الواقع في أحراش الكرمل داخل الأراضي التي احتلتها حكومة الاحتلال عام 1948 في عدد من الرسائل التي وصلت إلى نادي الأسير الفلسطيني ، أنهم يعيشون أوضاعاً وظروفاً اعتقالية صعبة للغاية جراء ممارسات الاحتلال القمعية والإهمال الطبي المتعمد من قبل إدارة المعتقل الاحتلالية.
فقد وصف الأسرى معتقل الدامون الاحتلالي في رسائلهم بأنه عبارة عن مكرهة صحية حيث يفتقد إلى أبسط مقومات الحياة الكريمة، مشيرين إلى أن إدارة المعتقل لا تهتم بنظافة غرف المعتقل، حيث ترفض السماح للمعتقلين بإخراج بقايا الطعام يومياً من داخل المعتقل الأمر الذي تسبب في انتشار البعوض والحشرات والروائح الكريهة.
وأكد الأسرى في رسائلهم انتشار العديد من الأمراض الجلدية بينهم، وذلك بسبب الاكتظاظ الشديد في غرف المعتقل بالإضافة إلى أن غرف المعتقل تفقد التهوية المناسبة وترتفع فيها نسبة الرطوبة والحرارة، حيث يوجد شباك صغير جداً في أعلى كل غرفة مما يزيد من معاناة الأسرى .
وأوضح المعتقلون أن إدارة المعتقل لا تسمح للأسرى بالخروج إلى الفورة إلا كل أربعة أيام لمدة ثلاث ساعات ما أدى إلى إصابة معظم المعتقلين بالأمراض الجلدية مؤكدين أن هناك أمراضاً جلدية غريبة ومعدية مصاب بها عدد من المعتقلين ربما تشكل خطراً على حياتهم، وذلك بسبب عدم تعرضهم لأشعة الشمس؛ لأن مدة الفورة قصيرة.
يأتي ذلك بعد أن اشتكى الأسرى في رسائلهم من تلوث المياه ورداءة الطعام كماً ونوعاً، حيث قال الأسرى: إن مياه المعتقل تحتوي على كمية كبيرة من الكلور لدرجة أنهم عندما يسكبون الماء في كوب فإنه يتصاعد منه بخار الكلور، مشيرين إلى أن الماء الساخن لا يصلهم إلا بطريق الصدفة وكل أربعة أيام مرة واحدة، كما أن الطعام المقدم غير نظيف وله رائحة كريهة جداً حيث لا يستطيع أحد أن يتناوله.
وبالنسبة لأوضاع غرف المعتقل قال الأسرى: إن غرف المعتقل قديمة جداً وتفتقد إلى التهوية، كما أن الشمس لا تدخل إليها، حيث إن قطعاً من الأسمنت والدهان تتساقط من سقف الغرف على رؤوس الأسرى باستمرار.
ودعا المعتقلون الجمعيات والمؤسسات الإنسانية والحقوقية وعلى رأسها منظمة الصليب الأحمر الدولي لزيارة المعتقل والاطلاع على أوضاعهم الصحية وظروف اعتقالهم، وذلك لكشف ممارسات الاحتلال القمعية وانتهاكه لأبسط حقوقهم.