أنت هنا

4 جمادى الثانية 1426
القاهرة ـ صحف

شنت جماعة الإخوان المسلمون في مصر هجوماً عنيفاً ضد الرئيس حسني مبارك، فاتهموا نظامه بأنه «الركن الركين في الاستقواء بالأميركان»، كما حمّلوا حكومته مسؤولية إهدار حياة السفير إيهاب الشريف في العراق.
فمن جانبه شن النائب الأول للمرشد العام للجماعة المحظورة قانوناً محمد حبيب هجوماً عنيفاً على الحكومة قائلاً:
«هل هناك نظام عاقل لديه رؤية يرسل سفيراً إلى بلد ينتشر فيه السلب والنهب، وحكومته فاقدة السلطة والشرعية وغير قادرة على حماية نفسها، ثم يطلب منها حماية بعثته الدبلوماسية؟!».
وقال إنه «لا أحد يعلم من قتل السفير، هل هم الموساد أم عملاء الأميركان أم جماعة من جماعات العنف، إلا أنه من المؤكد أن الإدارة الأميركية هي المسؤولة عن تهيئة المناخ لمثل هذا الفعل الشنيع، وشاركها النظام المصري هذا الجرم».
وأضاف إن «أية دولة محترمة في العالم عندما يخطف منها صحافي أو عامل تبذل كافة المساعي الجادة لإنقاذه، بينما حكومتنا غضت الطرف وأصمت الأذن وأعمت البصر عن رؤية أبعد من مواطئ قدميها، والنتيجة كانت إعدام السفير في العراق».
كما أكد أنه لم يعد ينطوي على القوى السياسية المصرية تهمة الاستقواء بالأجنبي، لاسيما الأميركيين، واعتبر أن «نظام مبارك، وليس المعارضة، هو الذي يستقوي بهم ويرتمي في أحضانهم، عن طريق إرضاء الكيان الصهيوني وتقديم كافة التنازلات ليظل محتفظاً بكرسي الحكم، فأطلق الجاسوس عزام، ووقّع الكويز، وأعطى الصهاينة الغاز والبترول ليعينهم على إبادة الشعب الفلسطيني، وأعلن حجه إلى تل أبيب بعد الانتخابات.. إلى أن قتل السفير المصري بإرساله إلى مذبحة العراق».
كما دعا نائب مرشد الجماعة الجماهير إلى تعبئة الشارع وحشد مئات الآلاف في المؤتمرات والتظاهرات خلال الأيام المقبلة «حتى يدرك النظام حقيقة الأمر، ويفيق من غفلته ويستجيب لمطالب الإصلاح والديمقراطية».

وعلى صعيد آخر، فقد استدعى مساعد وزير الخارجية المصري السفير هاني خلاف أمس السفراء العرب في القاهرة وأبلغهم بتفاصيل ملابسات حادث مقتل السفير المصري في بغداد السفير إيهاب الشريف. ونفى خلاف قيام الشريف الذي اغتيل في بغداد باتصالات مع مجموعات مسلحة وهو ما سبق أن تحدث عنه الناطق باسم رئيس الوزراء العراقي إبراهيم الجعفري.
وقال خلاف ان «الحصر لدى وزارة الخارجية عن مقابلات السفير الفقيد طوال الثلاثين يوماً التي أمضاها رئيساً للبعثة الدبلوماسية في بغداد لا يدل على وجود أي اتصال مع عناصر من خارج إطار أركان النظام العراقي». وأكد أن «كل اتصالات الشهيد الشريف كانت مع وزراء عراقيين وأركان المؤسسات الرسمية العراقية وبعض رموز القيادات العشائرية والدينية التي هي على صلة دائمة مع الحكومة العراقية».