هددت العواصف والأعاصير مجدداً سكان مدينة نيوأورلينز بعد أسابيع قليلة على كارثة إعصار كاترينا التي دمّرت المدينة وقتلت وشردت مئات الآلاف منها.
حيث بدأت طواقم الطوارئ إجلاء سكان المدينة تحسباً لوصول إعصار جديد، يتوقع أن يصل خلال أيام قليلة.
وحسب مصادر إعلامية في أمريكا، فإن 500 حافلة بدأت بنقل سكان المدينة الذين عادوا لتوهم إلى مدينتهم، بعد أن شردهم إعصار كاترينا.
حيث تم نقل الآلاف منهم إلى أركنساس وتينيسي.

يأتي ذلك في وقت ضرب فيه إعصار (ريتا) منطقة المكسيك باتجاه فلوريدا، إذ لا تزال قوة الإعصار تتزايد بسرعة متجهة نحو الجزر المنخفضة في منطقة فلوريدا، مصحوبة بعواصف رعدية.
وبلغت سرعة الإعصار (ريتا) نحو 100 ميل في الساعة (160 كيلومتر/ساعة). حيث ضرب جزر فلوريدا كيز وخليج المكسيك.
وبدأت السلطات الأمريكية المختصة إجلاء السكان قسراً بعد تحذيرات سابقة ودعوات لإخلاء المنازل، حيث فضّل الكثير من الناس البقاء في المدينة، محاولين تدعيم منازلهم بالأعمدة والألواح الخشبية.
وقال شبكة الـ (CNN): " إن ليدا توماس (عمدة مدينة غالفستون)، قررت بدء إخلاء إجباري لمنشآت ومقار ومنازل المرضى والمحتاجين للعناية الطبية، فضلا عن إخلاء مماثل لسكان أجزاء كاملة من المدينة".
وتوقع خبراء الأرصدة الجوية من مركز دراسة الأعاصير القومي الأمريكي أن يزداد الإعصار قوة قبل وصوله إلى الساحل الجنوبي للولايات المتحدة، في تكساس أو لويزيانا في وقت لاحق من هذا الأسبوع.
وغادر عشرات الآلاف من سكان كوبا والولايات المتحدة منازلهم هرباً من الإعصار في وقت سابق.

وفي خليج المكسيك أجلى العديد من منتجي النفط طواقمهم الإنتاجية عن المنصات البحرية كإجراء احترازي خوفا من اقتراب الإعصار ريتا من المنطقة.

وكان من المتوقع أن يبدأ الأسطول الأمريكي بإبعاد قطعه البحرية التي كانت تقوم بأعمال إنقاذ في أعقاب الإعصار كاترينا من طريق الإعصار ريتا.

وأكدت مصادر إعلامية في أمريكا أن الإعصار ريتا ترك إشارات الطرق مبعثرة في الهواء في فلوريدا، وعمت الفيضانات الطرق في ميامي، كما انقطع التيار الكهربائي في 11 ألف منزل.
وقال جيب بوش (حاكم فلوريدا): " إنه فات الأوان لمغادرة فلوريدا كيز، التي ترتبط باليابسة بمجموعة من الجسور وشارع رئيس وحيد".

أما في كوبا فقد أجلي 58 ألف مواطن من منطقة الساحل الشمالي وأكثر من 6 آلاف من هافانا وحدها حسب ما صرح به مسؤولون كوبيون.

وقالت وكالة فرانس برس: " إن هافانا قد أصيبت بالشلل وبقي الناس في منازلهم بينما هطلت الأمطار بغزارة وهبت رياح قوية".
يذكر أن موسم الأعاصير يبدأ في أوائل شهر يونيو، ويستمر حتى نهاية نوفمبر/تشرين ثاني.

وقد رفعت دوائر الأرصاد الجوية الأمريكية، الثلاثاء، العاصفة ريتا إلى درجة إعصار من الفئة الثانية، وقالت: إنها تتجه نحو خليج المكسيك، وسط تحذيرات بتحول الإعصار إلى عاصفة من الدرجة الرابعة.
وتتراوح سرعة رياح إعصار الدرجة الرابعة من 131 إلى 155 ميلاًَ في الساعة.


ومن المتوقع أن تتجه العاصفة ريتا غرباً إلى ساحل تكساس، مما يثير مخاوف من تدفق المزيد من الأمطار إلى نيو أورليانز الغارقة بالفعل في الفيضانات، ويهدد منشآت إنتاج النفط التي أصيبت بأضرار في الإعصار السابق.