
أعلنت وزارة الخزانة الأمريكية أمس الثلاثاء أن الرياض "تكافح التهديد الإرهابي بنشاط"، لكن عليها أن تقوم بأكثر من ذلك "لكي لا يتم تحويل الأموال السعودية إلى الخارج لتشجيع الحقد والتطرف" الذي تحاول وقفه على أراضيها، وفق ما قالت الوزارة الأمريكية (!).
وأعلن (المسؤول الكبير في وزارة الخزانة الأمريكية) دانيال جلاسر أثناء جلسة لجنة الشؤون القضائية في مجلس الشيوخ أن "مانحين أغنياء في السعودية يواصلون تمويل متطرفين عنيفين عبر العالم، من أوروبا إلى شمال إفريقيا ومن العراق إلى جنوب شرق آسيا". مطالباً الإدارة الأمريكية بالعمل على إنهاء الصراع العربي - الإٍسرائيلي، الذي اعتبرته السبب في أنشطة تنظيم "القاعدة" (...)!
وأضاف المسؤول الأمريكي بالقول: "نأمل أن تتخذ السعودية إجراءات فعالة ضد هؤلاء الأشخاص لمنع تواطئهم مع العنف وتوجيه رسالة واضحة مفادها أن مثل هذه الأنشطة لن تلقى التسامح في المملكة".
وأشار جلاسر إلى أن على السعودية أن تستند إلى الجهود التي تبذلها على أراضيها لممارسة مزيد من المسؤوليات إقليمياً وزيادة تعاونها الثنائي عبر العالم لمكافحة تمويل ما أسماه (بالإرهاب)، إلا أن جلاسر حرص أمام أعضاء في مجلس الشيوخ ينددون بقيام منظمات سعودية بنشر أيديولوجيا إسلامية ومعادية للصهيونية بقوة، على التشديد على أن الولايات المتحدة تقيم مع المملكة العربية السعودية علاقات "شراكة نشطة" -حسب زعمه-، وقال: "يجب أن نكون متيقظين دائماً ونراقب دائماً" أنشطة الممولين.
على الجانب السعودي رفضت المملكة انتقادات مفادها أنها لم تبذل ما يكفي من جهود لمكافحة (الإرهاب) على أرضها، وقالت: " إن على الولايات المتحدة أن تضاعف مساعيها لإنهاء الصراع العربي - الإٍسرائيلي".
وقبل أيام من الزيارة التي ستقوم بها (وزيرة الخارجية الأمريكية) كوندوليزا رايس للسعودية سعى (السفير السعودي الجديد لدى الولايات المتحدة) الأمير تركي الفيصل إلى تهدئة المخاوف الأمريكية بأن الرياض لا تتعاون بالقدر الكافي في المسائل المتعلقة بمكافحة “الإرهاب”.
وقال الفيصل في مؤتمر بمعهد بحوث الشرق الأوسط أمس: " إن هناك من يظنون أن الموجة الحالية من (الإرهاب) تنطلق من السعودية وإن المملكة تؤيدها"، وأضاف "هذا غير صحيح بالمرة. لقد عانينا من (الإرهاب)، ونحن لا نؤيدهم ولا نمولهم، هؤلاء الإرهابيون ضدنا مثلما هم ضدكم".
وألقى الأمير تركي بالمسؤولية عن إثارة حفيظة أتباع تنظيم القاعدة على "التعامل غير المتوازن" الخاص بالشؤون المتعلقة بالكيان الصهيوني والفلسطينيين، وقال وهو يشير إلى مدى ضرورة حل هذه المشكلة في الوقت الراهن: " إنه سبب لم يعد بالإمكان تجاهله أو تهميشه"، وأضاف: "الولايات المتحدة هي الدولة الوحيدة التي بإمكانها لعب دور حيوي ومهم في حل الصراع الإٍسرائيلي – الفلسطيني".