
نقلت صحيفة (الواشنطن بوست) الأمريكية عن مصادر في الإدارة الأمريكية تأكيدها أن المخابرات المركزية الأمريكية تدير شبكة من السجون السرية في ثماني دول، منها: تايلاند وأفغانستان وعدة دول في أوروبا الشرقية طُلب عدم ذكر أسمائها لاعتبارات أمنية.
ويعتقد أن وكالة الاستخبارات الأمريكية أرسلت أكثر من 100 مشتبه به إلى هذه السجون السرية التي تقول مصادر واشنطن بوست: إنه تم إغلاق اثنين منها خلال العامين الماضيين.
وتشير معلومات الصحيفة إلى أنه يوجد نحو 30 شخصاً محتجزين في هذه السجون بينما يوجد أكثر من 70 معتقلاً آخرين يعدون أقل أهمية تم تسليمهم إلى أجهزة مخابرات أجنبية بموجب عملية يطلق عليها اسم التسليم .
يذكر أن معلومات كانت قد تسربت في وقت سابق بأن المخابرات الأمريكية تنظم رحلات تعذيب سياحية إلى دول من العالم الثالث لسجناء يتم هناك التحقيق معهم كون مخابرات هذه الدول لديها خبرات طويلة في استخلاص الاعترافات تحت وطأة التعذيب.
وكالة الاستخبارات الأمريكية رفضت التعليق على موضوع المواقع السوداء، إلا أن القضية بدأت تتفاعل وأخذت الإدارة الأمريكية من جانبها تتخذ شكلاً دفاعياً بعد تزايد تعرضها للضغوط.
من جانبه أعلن الاتحاد الأوروبي أنه سينظر في موضوع وجود مثل هذه السجون التي أن تبين وجودها فإنه سيشكل انتهاكاً لقوانين الاتحاد في مجال حقوق الإنسان، حسب تعبير المتحدث باسم الاتحاد فريسو روسكام ابين، مؤكداً على أنه لم يفتح بعد تحقيق رسمي في الموضوع.
يذكر أن دولتين إحداهما عضو في الاتحاد الأوروبي والثانية مرشحة للدخول فيه متهمة بوجود سجون أمريكية سرية على أراضيهما،هما: بولندا ورومانيا.
وتؤكد منظمات لحقوق الإنسان، مثل منظمة العفو الدولية، أن الولايات المتحدة، تقيم شبكة سجون سرية عبر العالم.
وأعربت منظمة الدفاع عن حقوق الإنسان هيومان رايتس ووتش عن قناعتها عملياً بوجود مثل هذه السجون على الأقل في رومانيا وبولندا.
أما لجنة الصليب الأحمر، ومقرها جنيف، فتشعر بالقلق لمصير عدد غير معلوم من الذين احتجزوا في إطار ما يطلق عليه الحرب على (الإرهاب) والمحتجزين في أماكن اعتقال لم يكشف عنها، وطالبت اللجنة الدولية بالسماح لها بالوصول للمشتبه بهم كأولوية إنسانية مهمة لها، وتدين منظمات لحقوق الإنسان منذ مدة وجود ما تسميهم سجناء أشباح تعتقلهم المخابرات الأمريكية في أماكن مجهولة.