
كشف ديبلوماسي أميركي رفيع المستوى في بغداد، معلومات جديدة عن أسباب تسارع التحرك السياسي والعسكري الأخير الذي قادته وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس حول التطورات السياسية المرتقبة في العراق ولا سيما ما يتعلق منها بإعداد الساحة لتطورات سريعة قررت الإدارة تنفيذها قبل وبعد الانتخابات العراقية التي ستجرى في 15 ديسمبر المقبل.
وقال الديبلوماسي الذي طلب عدم ذكر اسمه: " إن الإدارة الأميركية قررت بالفعل أن تطوي صفحات عدة من سياستها المتبعة حول الشأن العراقي والبدء بتنفيذ خطوات جديدة متطورة الهدف منها إعادة ترتيب الموقف السياسي من جهة والتخلص من المأزق السياسي الداخلي الذي تواجهه إدارة الرئيس جورج بوش".
وأشار إلى أن زيارة وزيرة الخارجية للعراق والتحرك الذي تقوم به الجامعة العربية والزيارة التي قام بها الأمين العام للامم المتحدة كوفي أنان للعراق، كانت من جملة التحركات السياسية التي رافقتها تحركات عسكرية واسعة النطاق شملت عملية "الستار الحديد" في المدن العراقية المتاخمة للحدود العراقية المجاورة لسورية والتي تطورت لان تصبح اكبر عملية عسكرية منذ معركة الفلوجة في العام الماضي.
من ناحية ثانية كشف أحد المسؤولين العراقيين الحاليين على تفاصيل سرية دقيقة تعد لها الحكومة الأميركية تتعلق بالتحضير للاتفاقية العسكرية التي ستوقعها الحكومة العراقية المنتخبة والتي ستمثل جميع الفرقاء السياسيين بمن فيهم السنة وأطرافاً أخرى محسوبة على المقاومة سيتم إقحامها في العملية السياسية من خلال مؤتمر القاهرة، وبذلك تستطيع الإدارة أن تضمن قبولا شرعيا لتواجدها طويل الأمد في العراق.
وهذا أيضا يفسر الأسباب التي تقف وراء الهجمات العسكرية واسعة النطاق على فئات من المقاومة العراقية التي لا تزال ترفض الدخول في العملية السياسية.