أنت هنا

6 جمادى الثانية 1427
المسلم-بغداد:

ذكرت صحيفة النيويورك تايمز في تقرير لها من العراق أن حالة من القلق الشديد والحزن تسود الجنود الأمريكيين، وأنهم يتوقعون في كل لحظة أن يكونوا هدفا لنيران قناص عراقي أو اعتداء بالمتفجرات، وأن العديد من الجنود الأمريكيين يقتلون كل يوم في العراق، ويتم نقلهم بالمروحيات في الظلام ليتم دفنهم سرا .

وأكدت الصحيفة أن الموت يواجه الجنود يوميا، وقالت:"في كل يوم يقتل جندي في مكان ما في محافظة الأنبار، التي تبلغ مساحتها مساحة ولاية لويزيانا، أو يموت جندي في الفلوجة أو الحديثة أو الرمادي، عبر متفجرة مزروعة علي الطريق أو برصاص قناص أو في مواجهات مع رجال المقاومة".
وأشارت الصحيفة إلى الطريقة التي يتم فيها وداع الجنود المقتولين، حيث يتم نقل جثث القتلى بمروحية عسكرية إلى معسكر اناكوندا، القريب من العاصمة العراقية بغداد، الذي يعتبر أكبر قاعدة لوجستية أمريكية، ومعظم الرحلات الجوية اللوجيستية تتم عادة في الليل، وذلك حتى لا تتعرض لرصاص وصواريخ رجال المقاومة القادرين علي إسقاط المروحيات الأمريكية.

ونقلت الصحيفة مشاعر جنود فقدوا أحد رفاقهم، حيث قال أحدهم إنه يريد إجازة، أما الآخر فقال إنه سيكون في حالة جيدة مع أن شفتيه كانتا ترتجفان من الرعب، حسبما ورد في الصحيفة.
وتصف الصحيفة الطريقة التي تقلع فيها المروحية من القاعدة الأمريكية في الرمادي التي تنقل إليها جثامين الجنود المقتولين ورفاتهم، حيث تقلع من دون أن تشعل أنوارها.. وذات يوم، عندما شاهد الجنود الطائرة وهي تحلق ببطء في سماء الرمادي مبتعدة بجثة رفيقهم قال أحدهم: لا أعرف إن كانت هذه الحرب تستحق التضحية بحياة تري ليسك (الجندي القتيل).

ووفقاً للصحيفة، يتم نقل جثث الجنود الأمريكيين من العراق إلي أمريكا يوميا، ولا تسمح واشنطن بالتقاط صور التوابيت التي تحمل الجثث، حيث يتم دفنهم في جنازة عائلية بعيدة عن أضواء الإعلام.