أنت هنا

27 جمادى الثانية 1427
المسلم-وكالات:

قضى ناشط كتائب الأقصى أحمد سناكرة ابن التاسعة عشرة ثلاثة أيام كاملة تحت ركام مبنى المقاطعة في نابلس لينجو من الموت الذي أرادته له قوات الاحتلال التي هاجمت مقر المقاطعة ودمرته تدميرا كاملا.
ويعتبر احمد سناكرة من أبرز المطلوبين الفلسطينيين الذين تذرعت اسرائيل بوجودهم داخل مبنى المقاطعة لتبرير هجومها العنيف عليه، وقد استمر حصار قوات الاحتلال للمبنى ثلاثة أيام متواصلة بحجة البحث عن مطلوبين فلسطينيين ينتمون لكتائب شهداء الأقصى الجناح العسكري لحركة فتح من بينهم أحمد سناكرة الأخ الأصغر لقائد كتائب الأقصى في مخيم بلاطة علاء سناكرة، وعندما انسحب الجيش الإسرائيلي بعد أن سوى مبنى المقاطعة بالتراب لم يكن يدري أن سناكرة قد نجا من الموت في مثال حي على قدرة الشعب الفلسطيني البطل على الصمود في أحلك الظروف.
بدأ احمد سكارنة نشاطه ضمن كتائب الأقصى مع بداية الانتفاضة، وهو لم يتعد الثالثة عشرة من عمره، ونشط في مجال المراقبة لمصلحة المطلوبين الآخرين ونقل العبوات الناسفة، وقبل سنتين من الآن بدأ سناكرة المشاركة في عمليات إطلاق النار باتجاه قوات الاحتلال، وأصيب مرتين، الأولى عندما انفجرت عبوة ناسفة بين يديه مما أدى إلى بتر جزء من كف يده، والثانية عندما بادرته قوات الاحتلال بإطلاق النار وأصابته في بطنه إصابة وصفت حينها بالخطيرة، نقل على إثرها إلى مكان سري لتلقي العلاج، إلا أن تدهور وضعه الصحي أجبر أصدقاءه على نقله إلى أحد مستشفيات نابلس حيث خضع لعملية جراحية، نجح بعدها في الفرار عندما اقتحمت قوات الاحتلال المستشفى بغية اعتقاله .
وجد أحمد سناكرة وبعض المطلوبين خلال الأيام الماضية بالمقاطعة ملاذا آمنا لهم، إلا أن قوات الاحتلال تلقت معلومات مفصلة من عملائها في نابلس عن مكان وجود سكارنة ورفاقه، حيث سارعت باستقدام قوات كبيرة وفرضت حصارا شديدا على مبنى المقاطعة، وشرعت بإطلاق نار مكثف باتجاه المبنى عدا عن قذائف الدبابات وتجريف البلدوزرات، حيث أفادت مصادر أمنية فلسطينية أن قوات الاحتلال أطلقت ما لا يقل عن 92 قذيفة دبابة باتجاه مقر المقاطعة المحاصر بهدف إرغام سناكرة على تسليم نفسه، الأمر الذي أدى إلى استشهاد ثلاثة مطلوبين وتسليم العشرات لأنفسهم عدا سناكرة، الذي فشلت القوات الصهيونية في القبض عليه حتى بعد تدمير مقر المقاطعة تدميرا كاملا .
وقال احمد سناكرة في معرض سرده لقصته مع الموت: " طوال ثلاثة أيام اضطررت لشرب بولي، ولم أستسلم رغم هدم قوات الاحتلال أقسام المقاطعة قسما بعد الآخر .. كنت أسمع نداءات قوات الاحتلال التي تطالبني بالاستلام.. كانوا يقولون: "اخرج يا ابو إيد مقطوعة" ، لكنني كنت مصمما على عدم الاستسلام، فإما الاستشهاد أو النجاة ".
وأضاف سناكرة أنه في مرحلة معينة اقترب الجنود من كومة الركام حيث كان يختبئ حيث نام لمدة يوم كامل على جانب واحد من جسده دون أن يتمكن من الحركة للجانب الآخر، وفي إحدى المرات داس احد الجنود على قدميه، ولكنه لم يتحرك، وقال: "كنت أصلي الصلوات الخمس متيمما ببقايا الركام لانعدام الماء، وكنت أصلي بعيني لعدم قدرتي على الحركة، وعندما كنت أشعر بالعطش كنت أقوم بالبول في حذائي.. شربت بولي لكسر دائرة عطشي، ولم أكن في لحظة مستعدا للانكسار وتسليم نفسي ".
غادرت قوات الاحتلال الموقع لقناعتها بان احمد سكناكرة قد فارق الحياة ومع انسحاب قوات الجيش وصل شقيق سناكرة واصدقائه وشروع بازالة الركام خصوصا في منطقة القسم الذي تواجد فيه وكانت المفاجأه كبيرة حين اكتشفوا ان احمد حي يرزق .
وبعد انسحاب قوات الاحتلال من المدينة بعد قناعتها بأنها أنهت حياة سناقرة تحت الركام، وصل إلى المقر المسوى بالأرض العديد من المواطنين وفي مقدمتهم شقيقه "علاء" ليفاجأوا بأحمد وهو يخرج من بين الركام ممتشقا سلاحه ومرتديا بزته العسكرية الخاصة بكتائب الأقصى التي وإن علاها التراب فقد كللتها ملحمة الصمود ليسطر فصلا جديدا من فصول البطولة الفلسطينية.