أنت هنا

15 محرم 1428
فلسطين المحتلة - وكالات


قالت مصادر فلسطينية اليوم الجمعة: "إن محمد دحلان (أحد قياديي حركة فتح) ينفذ مخططاً لإضعاف حركة حماس عبر اغتيال قادتها وتطويق القوة التنفيذية التابعة للحكومة الفلسطينية".
وذكر المركز الفلسطيني للإعلام، نقلاً عن أحد القياديين في السلطة الفلسطينية (طلب عدم ذكر اسمه)، أن خطة دحلان تشمل تشكيل ميليشيات مسلحة في قطاع غزة من مختلف الأجهزة الأمنية، يتراوح عددها ما بين 7000 إلى 10000 عنصر، يضاف إليهم 5000 آخرين من مسلحي كتائب شهداء الأقصى، مما يمنحها تفوقاً عددياً على "القوة التنفيذية"، التابعة لوزارة الداخلية، من وجهة نظر أصحابها والمشكلين لها، وذلك بهدف العمل على إضعاف حركة حماس من خلال تنفيذ حملة اغتيالات شاملة تطال مختلف المستويات القيادية فيها.

ويعتبر محمد دحلان (المقرب من الحكومة الإسرائيلية) أحد قادة التيار الانقلابي في حركة فتح، وأحد الشخصيات التي تحاول زرع الفتنة بين الفلسطينيين.
وأكدت المصادر الفلسطينية، أن دحلان يقود هذا المخطط بإشراف وتنسيق مع رئيس السلطة محمود عباس.
وحسب القيادي في فتح، الذي سرّب هذه المعلومات، فإن مقر "أنصار"، الذي أُنزلت فيه الليلة الماضية كميات كبيرة من الأسلحة والعتاد العسكري، سيكون المقر الرئيس وساحة التدريب والانطلاق الخاصة بهذه القوة، وأن عملية اختيار وفرز العناصر المُشكلة لهذه القوة تتم حالياً بشكل دقيق للغاية، بحيث يتم التدقيق في طبيعة العناصر المختارة، وضمان مرورها على ما لا يقل عن عشرة أشخاص من الأجهزة الأمنية الذين خصصوا لهذا الغرض، بما يمنع إمكانية تسرب أي عنصر منتمٍ أو موالٍ لحركة حماس بأي حال من الأحوال.

ويضيف المصدر أنّ التدريب الذي تتلقاه هذه القوة هو تدريب قوي وبالذخيرة الحية، وأن عناصرها مجهزون بالعتاد الحديث، بما يمنح كل عنصر فيها وحدة نارية كاملة، كما سيتم صرف رواتب كاملة لهم بمعزل عن بقية الأجهزة الأمنية.

وأكد المصدر أنّ هذه القوة ستحمل اسم "قوات العاصفة"، وتتبع مباشرة لحركة فتح، وأنّ العتاد العسكري الخفيف والمتوسط (رشاشات وقنابل وقذائف آر بي جي) قد أصبح في متناول أيدي هذه القوة، فضلاً عن عدد كبير من "الجيبات" الحديثة وعدد من "الجيبات" المصفحة لتنفيذ المهام الخاصة، مشيراً إلى أنّ هذه القوة هي التي خاضت الاشتباكات الأخيرة مع حركة حماس والقوة التنفيذية التابعة لوزارة الداخلية، ونفذت العديد من المذابح وعمليات القتل والاغتيال والإجرام خلال الأحداث الأخيرة التي وقعت في قطاع غزة.

وأوضح المصدر أنّ هذه القوة تهدف أساساً إلى إضعاف حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، بشكل واضح في فترة زمنية تقارب ثلاثة أشهر، بما يسمح بتمرير وفرض مخطط الانتخابات المبكرة التي تراهن عليها حركة فتح للعودة إلى الحكم في أعقاب تنفيذ مخطط إضعاف حركة حماس أمنياً.

وشدد المصدر ذاته على أنّ القوة إياها قد قطعت شوطاً كبيراً في عملية التجهيز والإعداد، إلا أنها لم تستكمل بعد كامل تجهيزاتها، مؤكداً أنها سوف تعمل بشكل مبرمج بين الحين والآخر على تصدير الأزمات والأحداث بشكل شبه يومي هنا وهناك، بشكل يمثل تدريباً تدريجياً لعناصر القوة ريثما تستكمل التجهيزات والاستعدادات، انتظاراً لبدء تنفيذ المخطط الذي سيشهد استدراج حماس ميدانياً، لإشعال المعركة الشاملة بشكل متزامن في الضفة والقطاع.

ووفقاً للمصدر؛ فإنّ الخطة المرسومة تقضي بأن تشرع هذه القوة في العمل وبشكل مدروس في تصفية قادة ورموز حركة حماس، وخاصة في شمال قطاع غزة وخان يونس.

كما أكد المصدر على أنّ من ضمن الخطة التي تم رسمها، الشروع في حملة اعتقالات في صفوف أبناء حركة حماس بشكل متوازٍ مع بدء القوة الجديدة لحركة فتح أعمالها وإشعالها للمعركة مع حركة حماس، وذلك بما يشبه الاعتقالات التي جرت في جنين مؤخراً، والتي شكلت "بروفة" مبدئية لما يمكن أن يكون عليه الحال مستقبلاً.
"الوقائي" يستعد لاغتيالات محددة ضد قيادات "حماس"

وفي السياق ذاته؛ أوضح المصدر أنّ جهاز الأمن الوقائي قد أعد عدته للانتقام من حركة حماس والقوة التنفيذية عقب مقتل العميد محمد أبو غريب، وأنه قد شكل "فرق موت" خاصة لتنفيذ إعدامات محددة ضد قادة وأعضاء في حركة حماس والقوة التنفيذية، وهو ما بدا واضحاً خلال الأحداث الأخيرة التي ارتكبت فيها عناصر من الأمن الوقائي جريمة اقتحام واستباحة مسجد الهداية في حي تل الإسلام (تل الهوى) بمدينة غزة، وإعدام الشهيد القائد زهير المنسي بدم بارد، وهو يتدارس كتاب الله مع ثلاثة من إخوانه، فضلاً عن قتل واغتيال عدد كبير من المجاهدين من أبناء حماس والقوة التنفيذية في مناطق مختلفة من قطاع غزة.

وأكد المصدر أنّ محمد دحلان يقود بشكل مباشر هذه القوة، ويقع تحت إشرافه العديد من القيادات التنظيمية ومن بينها سمير المشهراوي وماجد أبو شمالة وسامي أبو سمهدانة وسليمان أبو مطلق وعادل حلس وماهر أبو الجديان ومحمد العواودة، فضلاً عن راسم البياري وتوفيق أبو خوصة وعبد الحكيم عوض وماهر مقداد.

واختتم المصدر حديثه بالقول إنّ حكومة الوحدة الوطنية هي "آخر ما تفكر فيها حركة فتح، وأنها لن تقدم بأي حال من الأحوال على التجاوب مع الجهود الراهنة لتشكيل الحكومة، وأنها سوف ستظل تفتعل الأحداث الميدانية ريثما تشتعل المواجهة الشاملة مع حركة حماس والتي ستتكفل بقبر جهود حكومة الوحدة وإنهائها من وجهة نظرها".