أنت هنا

18 محرم 1428
وكالات

تحدثت تقارير صحفية عن محاولات قوية لاختراق إيراني لمناطق سنية عربية، ومحاولة نشر الأفكار والطروحات والعقائد الشيعية في العالم العربي .
ونشر موقع "سوريا الحرة" تقريرا مهما، يكشف من خلاله كاتبه عن نشاط إيراني محموم لتشييع أهالي محافظة درعـا السورية، برعاية ودعم من النظام العلوي في سوريا.
وتقع محافظة درعا في المنطقة الجنوبية لسوريا، حيث تتجاور مع الجولان من جهة الغرب والسويداء بلد الدروز من جهة الشرق، و الأردن من جهة الجنوب، ودمشق من جهة الشمال،ومن أبرز مدنها مدينة بصرى الشام ـ بلد الإمام ابن كثيرـ والمليحة الغربية، والشيخ مسكين، ودرعا المدينة، وطفس، وغيرها.ويبلغ عدد سكانها نحو 900000 نسمة، منتشرين في أرجاء المحافظة التي تزيد على المائة قرية ومدينة، ومساحة المحافظة تزيد بقليل على 4000 كم2.
ويؤكد التقرير المذكور أن ملامح التشييع الإيراني في محافظة درعا ظهرت منذ عشر سنوات على الأقل، بدعم واضح من حكومة البعث، وذلك عبر تواطؤ النظام السوري مع المستشارية الثقافية الإيرانية في دمشق، والتدخل الأمني والسياسي والمالي المباشر لفرض رؤيتها المذهبية والفقهية على المواطنين، وتوفير الحرية لأتباع عبد العزيز الحكيم، زعيم ما يسمى "المجلس الأعلى للثورة الإسلامية" في العراق لدخول أراضي محافظة درعـا، ومؤازرة التحرك الإيراني، تحت عين ورعاية الأجهزة الأمنية السورية.


وقد وضع الإيرانيون هـدفاً استراتيجياً، يتمثـّل في تشييع درعا خلال عشر سنوات، وقد بدأوا يبعثون الإشارات والرسائل في هذا الاتجاه، ومن ذلك خروج مسيرة من بلدة "الشيخ مسكين" إلى الكرك الشرقي في يوم عاشوراء، للإيحاء بأن سكان هذه القرى والمدن تشيعوا جميعاً، كما أن ملالي الشيعة في درعا يرفضون التعامل مع وزارة الأوقاف السورية ويقولون إن لهم مرجعية يرجعون إليها، ويتلقون راتبا شهريا يبلغ ضعف ما يتلقاه وزير في الحكومة السورية (!).

وقال كاتب التقرير إن أشخاصا بارزين تولوا أدواراً هجومية في الترويج للطروحات الإيرانية،
مستندين للسلطة والنفوذ، أمثال زيدان غزالة، نسيب رستم غزالة، آخر رئيس للاستخبارات السورية في لبنان، وكان زيدان غزالة قد تخرج في كلية الفلسفة وانتسب إلى حركة "المرتضى"، التي كان يتزعمها جميل الأسد، شقيق الرئيس السوري السابق حافظ الأسد، لنشر التشيع، ثم أعلن غزالة تشيعه الكامل وتبعيته لمرجعية ولاية الفـقـيـه، وبات يلبس الزي الإيراني، وبدأ يدعو إلى التشيع بقوة، فيما كان الدعم المالي يأتيه من إيران علناً، وكان يمارس دعوته بشدة وعنف، كما أنه يقدم كل المغريات للشباب وخاصة المال وأثاث البيوت والكتب واللباس ولربما يهيئ لهم سفراً إلى إيران.

ويؤكد التقرير أن غزالة استعمل كل وسائل الإرهاب والتخويف، ووضع إلى جانبه السلطة
والجبروت لابن عمه، العميد رستم غزالة، آخر رئيس لجهاز الأمن والاستطلاع في الاستخبارات السورية في لبنان. ومارست الاستخبارات السورية في درعـا دور الداعم المباشر لزيدان غزالة، حيث كان رستم يمده بكل أنواع الهيمنة والنفوذ، وكان جزاء كل من يتصدى له أو يعارضه في منهجه دخول السجن، أو الاستدعاء والتهديد من قبل الأجهزة الأمنية.


وقد استولى زيدان غزالة على أحد المساجد السنية، هو ومجموعة من المعتنقين لولاية الفـقـيه، عنوة، وقد عجزت الأوقاف وكل أصحاب الحق في المسجد عن استعادته ومارس من خلاله النشاط الشيعي بصورة علنية..


وذكر التقرير أن لشيعة العراق الموالين لملالي طهران باعا طويلا في المد والنشاط الإيراني في درعا، وقد وفدوا إلى درعا منذ سنوات وقبل سقوط بغداد، وأعدادهم فيها بالآلاف، وأسسوا شارعاً خاصاً بهم يعملون فيه بالتجارة. كما أقاموا حسينية تؤمن لمن يدخلها كل متطلباته، وفيها قسم للأطفال عبارة عن رياض وقسم كمبيوتر ومكتبة أطفال.


وينشط في المنطقة أتباع شخص يدعى "أبو جعفر العراقي" الذين يقومون بتوزيع الكتب والنشرات الشيعية، وقلما يخلو يوم دون أن يوزعوا مئات الكتب في أرجاء المحافظة وكلها تدعو إلى ضرورة الالتفاف حول مرجعية ولاية الفـقـيه والدولـة الإيرانية، ويستغلون فقر الأهالي فيغدقون بلا
حدود على كل من يعلن تشيعه.

وذكر التقرير عددا من الحسينيات الشيعية التي أصبحت منتشرة في محافظة درعا بعد أن لم يكن في المحافظة أية حسينية على الإطلاق، ومن هذه الحسينيات: "حسينية حي المطار": ، وهي أول حسينية بنيت في المنطقة، مجاورة لمسجدين من مساجد أهل السنة، وحضر افتتاحها عدد كبير من وزراء حكومة الأسد، وتعمل هذه الحسينية على استضافة شخصيات شيعية من إيران والعراق ولبنان، ومن الأمثلة أيضا "حسينية بصرى" في مدينة بصرى الشام، و"حسينية الشيخ مسكين، و"حسينية المليحة الغربية"، و"حسينية ((الوحدة))" في بلدة ((قرفـة))، و"حسينية طفس" في مدينة طفس
ويؤكد التقرير ازدياد النشاط الشيعي المحموم في سوريا لا سيما بعد الحرب الأخيرة في لبنان وما زعمه حسن نصر الله من تأييده بـ "النصر الإلهي" وأن الحكومة العلوية في دمشق تدعم علنا هذا النشاط في سوريا عموماً، وفي محافظة درعـا بشكل خاص.