فيما توالت الإدانات العربية والإسلامية الخجولة ضد عمليات الهدم الإسرائيلية بحق المسجد الأقصى، أعلن الفلسطينيون في مدينة الخليل بالضفة الغربية، إضراباً عاماً، اليوم الأربعاء.
وقالت أجهزة الأمن الفلسطينية: "إن إضرابا عاما سيعلن اليوم الأربعاء في مدينة الخليل احتجاجا على الأشغال التي تقوم بها إسرائيل بالقرب من أحد مداخل المسجد الأقصى في القدس". فيما أكدت مصادر أخرى أن ممثلين عن جميع الفصائل الفلسطينية المسلحة، عقدوا اجتماعاً لهم مساء أمس الثلاثاء، واتفقوا بالإجماع على توجيه الدعوة إلى تنفيذ هذا الإضراب العام تحت شعار "الأقصى في خطر"".
وخرج آلاف الفلسطينيين في عدد من مدن الضفة الغربية وقطاع غزة في مظاهرات استنكار لأعمال الحفر في محيط المسجد الأقصى، وطالب الفلسطينيون إسرائيل بالكف فورا عن الأشغال التي تقوم بها واعتبروا ما يجرى محاولة لطمس هوية المسجد.
جاء ذلك في وقت تواصلت فيه الإدانات العربية والإسلامية لأعمال الهدم الإسرائيلية بحق المسجد الأقصى، بعد أن هدمت الجرافات الإسرائيلية أمس الثلاثاء، منزلاً وجسراً بالقرب من حائط البراق المتاخم للمسجد الأقصى. فضلاً عن هدم تلة المغاربة.
حيث أدان العاهل الأردني عبد الله الثاني الأعمال الإسرائيلية، مؤكدا أن بلاده ستتخذ جميع الإجراءات الكفيلة بالحفاظ على المقدسات الإسلامية في القدس. دون أن يحدد طبيعة تلك الإجراءات، وما إذا كان بالفعل بمقدور الحكومة الأردنية اتخاذ أي خطوات جادة في هذا الاتجاه!
كما طالب وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط تل أبيب، بالتوقف الفوري عن القيام بأي نشاط أو إنشاءات في منطقة المسجد الأقصى أو أي عمل من شأنه "استفزاز مشاعر المسلمين وإثارة غضبهم".
وبصفته رئيسا للجنة القدس المنبثقة عن منظمة المؤتمر الإسلامي دعا العاهل المغربي محمد السادس تل أبيب إلى الوقف الفوري لهذه الأعمال.
كما أعربت الجامعة العربية في بيان لها عن القلق البالغ والغضب الشديد تجاه ما تقوم به سلطات الاحتلال الإسرائيلي من "عدوان متواصل وبخطوات متسارعة للإضرار بالمقدسات الإسلامية والمسيحية في مدينة القدس وإجراءات تهويد هذه المدينة المقدسة لدى الشعوب الإسلامية والمسيحية".
ودعت الجامعة المنظمات الدولية المعنية بتحمل مسؤولياتهم فورا "لوقف هذا العدوان الإسرائيلي الغاشم على المسجد الأقصى المبارك خاصة ومدينة القدس عامة للمحافظة على السلم والأمن الدوليين".
كما أدان الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية عبد الرحمن العطية ما تقوم به تل أبيب من أعمال بالقرب من أحد مداخل المسجد الأقصى في القدس معتبرا أنها "ممارسات استفزازية".
وندد الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بالأعمال الإسرائيلية وحذر من أن المسجد الأقصى سيكون الشرارة التي تشعل النار في العالم الإسلامي كله غضبا لأولى القبلتين. ودعا البيان علماء الأمة ودعاتها ومفكريها ومثقفيها إلى القيام بواجبهم في تنبيه الأمة إلى الخطر المحدق الذي يحيط بالمسجد الأقصى.
