أنت هنا

29 محرم 1428
روما - وكالات


شهدت العاصمة الإيطالية ميلانو اليوم الجمعة، أولى جلسات محاكمة عناصر في الاستخبارات الإيطالية والأمريكية، على خلفية اختطاف إمام مسجد مسلم في إيطاليا، وتعريضه للتعذيب والسجن، للاشتباه بعلاقته بما يدعى (بالإرهاب).

وقالت مصادر قضائية اليوم: "إن قاض محكمة جنايات مدينة ميلانو، أحال المدير العام للمخابرات الايطالية و34 متهما آخرين، إلى المحاكمة الجنائية في قضية تتعلق باختطاف مهاجر مصري في احد شوارع المدينة ونقله إلى بلاده".
وشمل قرار قاضي الجلسة التمهيدية الذي بت في طلب النيابة في جلسة خاصة اليوم إلى جانب مدير الاستخبارات السابق نيكولو بولاري وبعض معاونيه 26 من عناصر وكالة المخابرات المركزية الأمريكية من بينهم رئيس مكتب الوكالة بميلانو روبيرت سيلدون ليدي.

وحدد القاضي موعد الجلسة الأولى في القضية الحساسة التي تشغل الرأي العام الايطالي والأوساط السياسية يوم الثامن من شهر يونيو المقبل لبدء النظر في التهم التي يواجهها 33 من المتهمين بعد أن قبل اثنين بينهم صحافي ايطالي شهير بتسويات قضائية.
وأكدت مصادر قضائية أنه من المتوقع أن يواجه عملاء الاستخبارات الأمريكيين والإيطاليين اتهامات جنائية، لضلوعهم باختطاف المصري أسامة نصر مصطفى حسن، المعروف أيضاً باسم أبو عمر، وتسليمه إلى بلده مصر، حيث تعرض هناك للتعذيب من أجل انتزاع اعترافات منه.

ومن المنتظر أن تتم محاكمة المواطنين الأمريكيين غيابيا بعد أن غادروا ايطاليا فور اندلاع فضيحة كشفت تفاصيل هذه العملية وفي ظل رفض الحكومة الأمريكية تسليمهم والاستجابة لأمر قضائي سابق بتوقيفهم.

وكان أبو عمر، والذي عمل إماماً بأحد المساجد في مدينة ميلانو، قد تعرض للاختطاف من قبل عناصر المخابرات الأمريكية والإيطالية، قبل نحو أربع سنوات، في فبراير عام 2003، للاشتباه في أنه على علاقة بـ"جماعة إرهابية."
وجاء اختطاف المصري، في الوقت الذي كانت فيه أجهزة الأمن الإيطالية تجري تحقيقاتها فيما إذا كان أبو عمر "متورط بالفعل في أنشطة إرهابية"، حيث عزز اختفائه من تلك الشبهات.

وبعد 4 سنوات من التعذيب والاعتقال، أفرجت السلطات المصرية بتاريخ 12 من شهر فبراير الماضي عن الإمام أبو عمر، الذي أعلن محاميه أنه ينوي مقاضاة رئيس الوزراء الايطالي السابق سيلفيو بيرلسكوني ومطالبته بمبلغ عشرة ملايين يورو تعويضا عما لحق به منذ اختطافه وسجنه، متهما السلطات الايطالية ورئيس الوزراء السابق بالتورط في عملية اختطافه.