أنت هنا

30 محرم 1428
المسلم-وكالات:

بدأ رئيس الوزراء الفلسطيني المكلف إسماعيل هنية اليوم السبت رسميا مشاورات تشكيل حكومة الوحدة الوطنية التي من المقرر أن ينتهي منها في غضون ثلاثة أسابيع وسط صعوبات داخلية وخارجية أبرزها موقف أمريكا التي وصلت وزيرة خارجيتها إلى الأراضي الفلسطينية للقاء عباس وأولمرت الاثنين المقبل واستبقت زيارتها بتجديد موقف واشنطن الرافض لحكومة تقودها حماس واستمرار مقاطعتها.
وكانت أمريكا قد حذرت الرئيس الفلسطيني محمود عباس من أن محادثات السلام مع "اسرائيل" لن تستأنف إذا شكلت فتح حكومة وحدة مع حركة المقاومة الاسلامية (حماس).
وردا على ذلك، قال غازي حمد، المتحدث باسم الحكومة الفلسطينية إن "الولايات المتحدة الأمريكية ارتكبت نفس الخطأ في السابق، وهي جربت العقاب والحصار ولم تنجح، معربا عن اعتقاده بأنه "إذا مارست الولايات المتحدة نفس الأسلوب لمواجهة حكومة الوحدة الوطنية التي تمثل الإجماع الوطني الفلسطيني فإنها تواجه الإرادة الفلسطينية التي اتفقت على برنامج موحد وحكومة وحدة وطنية".
واضاف أن "أمريكا تعمل بشكل منحاز وضد مصلحة الشعب الفلسطيني، وتتبنى مواقف معادية للشعب الفلسطيني وإرادته".
وأكد ان "الموقف الأمريكي لن يزيدنا إلا إصرارا وتمسكا بثوابتنا، وأمريكا ستكون الخاسرة إذا أصرت على سياسة التهديد والحصار والعقوبات".
وكان هنية قد قال للمصلين في خطبة الجمعة أمس بمدينة غزة إن "المدة الدستورية (لتشكيل حكومة الوحدة) هي ثلاثة أسابيع، وممكن أن تمدد الى خمسة أسابيع، وكلي أمل أن تنضج هذه الحكومة في أقل من ثلاثة أسابيع."
ودعا الدول العربية الى مساندة الحكومة التي تم الاتفاق عليها خلال محادثات في السعودية قبل أسبوع، وقال إنه تحدث مع عدد من القادة العرب عبر الهاتف لحشد التأييد لإنهاء قطع المساعدات الذي تقوده الولايات المتحدة للسلطة الفلسطينية.
كما حث الفلسطينيين على تفادي الاقتتال والتكاتف ضد أعمال الحفر التي تقوم بها "اسرائيل" قرب المسجد الأقصى.
وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس قد كلف هنية بتشكيل حكومة الوحدة الوطنية عبر مرسوم قرأه جاء فيه: "نكلفكم أخ اسماعيل هنية بتشكيل الحكومة الفلسطينية المقبلة خلال الفترة المحددة في القانون الأساسي وهي ثلاثة أسابيع يضاف إليها أسبوعان وبعد الانتهاء من تشكيل الحكومة وعرضها علينا يتم عرضها على المجلس التشريعي لنيل الثقة".
وقال هنية مخاطبا الرئيس الفلسطيني بعد تكليفه بتشكيل الحكومة "أشكر سيادتكم على هذه الثقة بشأن تشكيل حكومة الوحدة الوطنية العتيدة، الحكومة الحادية عشرة، ويسرني قبول كتاب التكليف، وسوف تعمل حكومة الوحدة الوطنية بموجبه".
وقال هنية للصحافيين بعد الانتهاء من الاجراءات الدستورية "هذا تأكيد على التزام الجميع بتنفيذ اتفاقيات مكة المكرمة، وهذا يعكس المسؤولية الوطنية العليا التي تمتعت بها القيادة الفلسطينية، والحرص الأكيد بأننا لا نعود إلى الوراء (...) المرحلة السابقة كانت مؤلمة كثيرا والدرس كان له معانيه الكبيرة".