أنت هنا

3 جمادى الأول 1428
المسلم - وكالات

صعدت القوات "الإسرائيلية" اليوم من عدوانها على قطاع غزة وواصلت قصفها للقطاع بالطائرات، فيما وصف إبقائها لعدد من الدبابات حول مدينتي بيت لاهيا وبيت حانون بأنه تمهيد لاقتحام بري واسع .
وفي الوقت نفسه تواصلت الأزمة السياسية في الداخل الفلسطيني وتصاعدت الحرب الكلامية من خلال الاتهامات المتبادلة بين فتح وحماس.
فقد اتهمت حماس قيادات جهاز الأمن الوقائي وأمن الرئاسة بالاتصال مباشرة بـ"الإسرائيليين" والأمريكيين وإمدادهم بمعلومات خطيرة عن المقاومة وقادتها, حيث أشارت إلى وجود تواطؤ بين هذه الأطراف من خلال مؤامرة تستهدف الفلسطينيين.
وأكدت حماس صحة ما لديها من معلومات بكونها جاءت بناءًا على عمل استخباري وتعاون لجهات أمنية عليا مع شرفاء عاملين في الأجهزة الأمنية .
وأظهر سامي أبو زهري المتحدث باسم حماس ضجر الحركة ونفاد صبرها؛ حيث أشار إلى تصريحات عزام الأحمد نائب رئيس الوزراء والقيادى بحركة فتح حول محو القوة التنفيذية من الوجود .
وقالت حماس "إن من يتآمر مع العدو على أبناء شعبه وقوى المقاومة قد أوغل في الخيانة ولن نتعامل معه بعد الآن إلا على هذا الأساس".
ودعت حماس من أسمتهم بالشباب الأحرار في جهاز الأمن الوقائي لإدراك المؤامرة, وقالت "إننا ننظر إلى هؤلاء الشباب على أنهم شركاء لنا في هذا الوطن وشركاء في المصير" .
وعلى صعيد المواجهات المسلحة فقد تواصلت الاشتباكات الدموية بين "فتح" و"حماس" اليوم، ولقي شاب فلسطيني مصرعه وأصيب عدد من المواطنين في اشتباكات مسلحة في حي الشجاعية، كما قتل صياد بنيران المسلحين المنتشرين في منطقة الميناء غربي غزة .
ومن جهتها اتهمت فتح عبر وسائلها الإعلامية حماس بمحاولة اغتيال الرئيس الفلسطيني محمود عباس أثناء عودته إلى غزة من رام الله لإيجاد حل للاشتباكات بين حماس وفتح.
في الوقت ذاته نفى فوزي برهوم المتحدث الرسمي باسم حماس وجود أي مخطط يهدف لاغتيال عباس، حيث أكد على احترام حماس للسلطة ورئيسها على رغم ما يرتكبه حرس الرئيس من اعتداءات على حماس .
وطالب اسماعيل هنية رئيس الوزراء الفلسطيني الفلسطينيين بتوحيد الصفوف في مواجهة العدوان "الإسرائيلي" مشددا على ضرورة انسحاب كافة المسلحين من الشوارع لوقف الاشتباكات.
وأكد أن العدوان الصهيوني على غزة يهدف إلى كسر إرادة الشعب الفلسطيني وتمرير مشاريع التصفية للقضية.
على صعيد آخر استشهد اليوم ثلاثة عناصر من كتائب القسام خلال قصف لطائرات الاحتلال "الإسرائيلي" لسيارة مدنية وسط مدينة غزة، فيما استشهد خمسة آخرين من نشطاء كتائب عز الدين القسام وجرح عدد آخر جراء غارتين "إسرائيليتين" على مواقع بحي الزيتون شرق غزة صباح اليوم .
وفي غارة أخرى للطائرات "الإسرائيلية" استهدفت غرفة للحراسة أمام منزل الناطق باسم وزارة الداخلية خالد أبو هلال شمال غزة ما أدى إلى استشهاد طلعت هنية وإصابة ثلاثة من أفرد القوة التنفيذية، بينما استهدفت غارة ثالثة عماد شبانة قائد كتائب القسام في حي الشيخ رضوان حيث أصيب بجروح خطيرة, كما شن الطيران غارة رابعة على موقع للجان المقاومة الشعبية شمالي غزة ولم يبلغ عن وقوع إصابات.
وقال مصدر أمني "إسرائيلي": "إن الجيش سيواصل الرد العسكري في قطاع غزة, وسيدفع مطلقو الصواريخ الثمن" .
وقرر الجيش "الإسرائيلي" في جلسته التي عقدها اليوم استمرار العمليات العسكرية على نحوها الحالي، وتوسيع نطاقها، والاستعداد لاستمرار المواجهة مع الفلسطينيين لعدة أسابيع أخرى.
ومن جهتها توعدت فصائل المقاومة الفلسطينية الاحتلال "الإسرائيلي" بالتصدي بكل قوة وبسالة لأي عملية عسكرية محتملة في قطاع غزة، وأعلنت عن استخدامها لحرب العصابات لإرهاقه واستنزافه من خلال تكتيكات وخطط معدة .
كما أعلنت الفصائل عن مواصلتها قصف المستوطنات "الإسرائيلية" بصواريخ القسام، كرد على العدوان "الإسرائيلي" الموجه ضد الشعب الفلسطيني.
في نفس السياق أكد أبو الصاعد القيادي البارز في لجان المقاومة الشعبية أن التصعيد "الإسرائيلي" كان متوقعاً منذ مدة قصيرة، لأن الاحتلال كان يعطي لأعوانه في الساحة الفلسطينية العنان ليقوموا بإشعال الحرب الداخلية بين الفصائل الفلسطينية وأجهزة السلطة.
وبين أن التصعيد "الإسرائيلي" يتزامن مع الحرب الداخلية المعلنة على الحكومة وعلى حركة حماس والقوة التنفيذية، لافتاً إلى أن الشعب الفلسطيني لن يقبل أن يكون تحت مطرقة العدو وسندان الفئة المأجورة التي تمثل البرنامج الأمريكي.