أنت هنا

16 شعبان 1428
المسلم - وكالات

طلبت جماعة كينية تدعى "أصدقاء يسوع المسيح" من المحكمة العليا ‏في العاصمة الكينية نيروبي، إبطال حكم الإعدام الصادر بحق ‏المسيح عيسى بن مريم واعتباره لاغيًا، وأن صلبه، الذي تقول به ‏العقيدة المسيحية المحرفة، "غير قانوني" .‏
وحسب الرواية التي وردت في الإنجيل، المحرف بأيدي القساوسة، ‏فإن المجلس الذي حكم على المسيح بالموت, اتهمه بـ"التجديف ضد ‏الروح القدس"؛ بمعنى التحدي والاستخفاف بالمقدسات؛ لأنهم لما ‏عاينوا معجزات المسيح اتهموه بأنه ملبوس بالشيطان، لكن الملك ‏يهودا الذي كان‎ ‎تابعا لروما برّأه، إلا أن بيلاتوس، الموظف ‏الروماني أعاده إلى الهيئة نفسها بعد أن "غسل يديه" من دمه‎.
وتسائل‎ ‎محامي الجماعة الكينية هامفري أودانغا: "بموجب أي قانون ‏حكم على المسيح؟‎ ‎الرومان لم يروا أنه مذنب (..) والمجلس لم يكن ‏يملك صلاحية صلبه" .‏‎
وقال أودانغا: إن "محاكمة المسيح بتهمة التجديف ضد الروح القدس ‏ثم إدانته‎ ‎وصلبه، شكّلت كلها انتهاكًا لقوانين تلك الحقبة، ويجب أن ‏تصحح بالقانون الحديث" .‏
وأوضح أن "شريعة موسى (..) تقضي بأن يرجم حتى الموت أي ‏رجل يدان بالتجديف ضد الروح القدس". ‏
وتابع أن الصلب كان في القانون الروماني عقوبة مرتكبي جرائم‎ ‎السرقة والخيانة والاغتصاب وإهانة الإمبراطور‎.‎
من جهته، قال المتحدث باسم المحكمة العليا دولا اينديديس إن ‏الدعوى تتعلق بعدة‎ ‎نقاط، من بينها صلاحية المحكمة، والتقادم، ‏والتعرف على الأطراف المتضررة. ‏
وأوضح أن‎ ‎اللجنة الدستورية للمحكمة ستدرس هذه النقاط، وتقرر ما ‏إذا كانت ستعيّن قاض لعقد‎ ‎جلسات للنظر في القضية‎.
وأضاف "يمكن للمحكمة أن تقبل بهذه الدعوى إذا رأت أنها تتعلق ‏بحقوق الإنسان، وأن المحكمة العليا تملك صلاحيات كاملة في هذا ‏المجال" .‏‎
واعتبر حقوقيون كينيون درسوا ملف القضية أن محاكم البلاد لا ‏تملك صلاحية‎ ‎النظر بهذه الدعوى، على الرغم من إقرارهم ‏بشرعيتها‎.
لكن أودانغا أكد أهلية‎ ‎المحاكم الكينية النظر في القضية، "لأن النظام ‏القضائي في البلاد يستند إلى الكتاب‎ ‎المقدس والقرآن، وهما الكتابان ‏المقدسان اللذان يقسم عليهما الشهود العيان". ‏
وتابع: "إذا كان الجهاز القضائي قائما على الكتاب المقدس فهذا يعني ‏اننا نؤمن بكل ما كتب‎ ‎فيه وهو بذلك يتمتع بالصلاحية آليا" .‏‎
وقال المحامي إن مجموعة "أصدقاء يسوع‎ ‎المسيح" سيلجأون إلى ‏محكمة العدل الدولية في حال لم يلب طلبهم أمام المحاكم‎ ‎الكينية. ‏وأضاف "نريد أن تؤكد المحكمة أن المسيح لم يكن مجرمًا لتكون ‏الأمور واضحة،‎ ‎متسائلاً "هل يمكن أن تتمحور ديانة حول مجرم ‏محكوم؟" .‏‎
ويؤكد القرآن الكريم على أن عيسى عليه السلام لم يصلب خلال ‏الحادث الشهير، ولكن شبيهًا له هو الذي‎ ‎تعرض لذلك‎.‎
وتتوزع الديانات في كينيا إلى 50% حلوليين أو "أنيمست" و25% ‏مسيحيين وحوالي 12% من‎ ‎المسلمين الذين يشكل الهنود والعرب ‏والأفارقة غالبيتهم العظمى.‏