صرح متحدث رسمي باسم الكرملين اليوم، وللمرة الأولى منذ تصاعد أزمة حزب العمال الكردستاني، أنه على أنقره التزام ضبط النفس فيما يتعلق بالإرهابيين الأكراد في الشمال العراقي .
وأعرب دميتري بيسكوف نائب المتحدث باسم الكرملين في تصريح صحفي عن مشاركة موسكو لأنقرة في مخاوفها تجاه الأنشطة الإرهابية التي يحدثها عناصر حزب العمال الكردستاني في جنوب شرق أراضيها وعبر الحدود مع العراق .
وعلى الرغم من إبداء بيسكون تفهم بلاده للقلق الذي يساور الحكومة التركية، إلا أنه دعى قادتها إلى ضبط النفس وإفساح المجال لمزيد من الطروحات والحلول الدبلوماسية .
وأضاف: "إن روسيا تتمسك بموقفها القائل أنه في الوقت الذي تمارس فيه تركيا حقوقها المشروعة عليها أن تدرك مسئوليتها كقوة إقليمية حتى لا تجعل الأمور تتصاعد؛ فأي تحركات حادة يمكن أن تجعل الموقف يتدهور ويخرج عن نطاق السيطرة" .
وأوضح بيسكوف الموقف الروسي بقوله: "نأمل أن تحجم تركيا عن اتخاذ خطوات غير مدروسة" .
وتركز قوات الجيش التركي المتمركزة بكثافة على الشريط الحدودي مع العراق على إنهاء أي وجود لمعاقل ومواقع العناصر الإرهابية لحزب العمال الكردستاني، حيث أكد رئيس الوزراء التركي أمس على أن الخطوة الأولى تبدأ من الداخل التركي .
وتخشى تركيا من الوقوع في المستنقع العراقي من جهة، خاصة مع اقتراب فصل الشتاء المعروف ببرودته الشديدة في تلك المنطقة، وتمكن عناصر حزب العمال على القتال في أشد الأجواء قسوة .
ويساور حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا قلقًا بشأن إعطاء دور كبير للجيش التركي الذي تقلص حجمه في الفترة الأخيرة وإن كان لا يزال قويًا .
وتطالب واشنطن حليفتها أنقرة بضبط النفس وتؤكد على أن التوغل العسكري سيزيد المنطقة العراقية اضطرابًا، فيما طالبت أنقرة واشنطن باتخاذ إجراءات حاسمة فيما يخص حزب العمال الكردستاني، والكشف عن كيفية وصول السلاح الأمريكي إلى عناصرة .
جدير بالذكر أن حزب العمال الكردستاني منظمة إرهابية تتبنى الفكر الشيوعي الاستاليني، وقد انشئ في سبعينيات القرن الماضي، وعرف عن عناصره قيامها باغتيال علماء الدين الأكراد و قتل كل من يلتزم بالإسلام دينًا من الأكراد أنفسهم، كما سعى لإضعاف الوعي الديني لدى الأكراد بإبراز مبدأ القومية الكردية، وإزكاء نار التوتر العرقي بين الأتراك والأكراد.