أنت هنا

8 ذو الحجه 1428
المسلم - هيئة نت

أكد سماحة الأمين العام لهيئة علماء المسلمين الشيخ حارث الضاري على أن هيئة علماء المسلمين بالعراق تعد الآن في أعلى مراتب صعودها السياسي .
وأوضح الشيخ خلال لقاء أجرته معه فضائية الجزيرة أن الهيئة لم تتراجع وأن مؤيدوها في الشارع العراقي في ازدياد .
وانتقد الشيخ الضاري الاتفاقية الموقعة بين حكومة نوري المالكي والإدارة الأمريكية بشأن علاقات المستقبل، حيث وصفها بأنها تكبل العراق على المستوى السياسي والأمني والاقتصادي وتنقص من سيادته كدولة حرة لها إرادتها.
وأكد على رفض غالب الشعب العراقي للوجود الاحتلالي، والسيطرة الأجنبية على أراضيه ومقدراته .
وبين الضاري أن الاتفاقية تتضمن تأييدًا للعملية السياسية التي جرت في العراق بعد الاحتلال والمتمثلة في المحاصصة الطائفية والإقصاء للكثير من أبناء الشعب العراقي، إضافة إلى الدستور المقسم والمجزيء للعراق، كل ذلك يمثل قنابل موقوتة قابلة لللانفجار في أي وقت لتقسيم العراق.
ووصف الشيخ الاتفاقية الأمنية بأنها ستقيد العراق عسكرياً وتجعله محمية أمريكية أو تابعاً في كل قضاياه الأمنية لأمريكا، مشيرًا إلى أنه كان ينبغي استفتاء أبناء الشعب العراقي حول هذه الاتفاقات .
وأكد الضاري على أن الاتفاقية التي تم خلالها التمديد رسميًا للتواجد الاحتلالي لسنة أخرى، قد أعلنت فيما لا تزال قوات الاحتلال مرابطة بالأراضي العراقية، وهو ما يعني عدم تمتع العراق بأي قسط من السيادة، موضحًا أن المقصود تمرير الاتفاقية حتى يقال بأنها وقعت بين دولتين ذات سيادة .
وشدد الضاري على أن ما يثار إعلاميًا عن حدوث تقارب بين الإدارة الأمريكية وأهل السنة، وأن السنة قد بدؤا الدخول في العملية السياسية لا وجود له على أرض الواقع، وأن غالبية الشعب العراقي معارض للوجود الاحتلالي، باستثناء أفراد يطلق عليهم اسم "مجالس الصحوة" مستخدمون من قبل الاحتلال ومقربون للحكومة للحصول على حظوظ شخصية .
وبين الشيخ أن مجالس الصحوة لا تمثل الشارع السني، وأن تضخيم أمرهم هو من قبيل الفبركة الإعلامية، وما تردد حول قلة العمليات منذ نشأة هذه المجالس وبدء تفاوضها مع الحكومة إنما هو أيضًا من قبيل الزيف الإعلامي؛ موضحًا أن سبب قلة العمليات يرجع إلى بعض الأخطاء التي ارتكبها تنظيم القاعدة ضد أبناء الشعب العراقي في منطقة الأنبار وغيرها، الأمر الذي استغله الاحتلال وأعوانه في تأليب البعض, بينما انسحبت القاعدة إلى أماكن أخرى .
وقال الضاري: إن أكثر من 95% من المقاومة العراقية هي من العراقيين أنفسهم، موضحًا أن الإعلام يصور المقاومة بالعراق على أنها تنظيم القاعدة؛ لتكون الحرب على المقاومة كلها وليس على تنظيم القاعدة فحسب .
وذكر الشيخ بأن الأخطاء التي ارتكبها تنظيم القاعدة قد سبق ونبهت عليها هيئة علماء المسلمين بالعراق قبل أكثر من سنتين، الأمر الذي عرضنا لانتقادات القاعدة وتهديداتها، فقتل ما يزيد على الخمسين شخصًا من أعضاء الهيئة ومن أبناء قبيلتنا، مؤكدًا على أن الهيئة لا تتاجر بهذا، ولا تسعى لخلق الفتن بين العراقيين، وإنما تسعى لجمع الصفوف من أجل طرد المحتل .
ومن جهة أخرى كشف الشيخ الضاري عن الأسباب التي دعته لتوجيه رسالة إلى زعماء العشائر، موضحًا وجود سببين؛ أولهما محاولة الاحتلال إيجاد عناصر موالية له داخل صفوف أبناء العشائر وبخاصة الناقمين منهم على القاعدة، فخشينا أن ينسحب هذا على بقية العشائر.
والسبب الثاني يرجع إلى شكوى العشائر الجنوبية من وجود ضغوط خارجية وداخلية للسير باتجاه الفيدرالية وتقسيم البلاد، حيث اشتكوا من مخابرات دولة جارة معروفة بمساعدتها لبعض الأحزاب المتنفذة في الحكم .
وبين الضاري أن جميع العشائر العراقية على اختلاف أطيافها ونزعاتها العرقية مخلصة للعراق ووحدته، وترفض الفيدرالية، وتتخوف في الوقت ذاته من الضغوط التي قد تجعل من الفدرالية أمرًا واقعًا، فاستنجد الكثير من رؤساء القبائل وأعيانها بالهيئة لإنقاذها من هذا الحصار الداخلي والخارجي الذي قد يفضي إلى إكراههم على السير في مشروع تقسيم العراق .
وأكد الضاري على الأصداء القوية التي نتجت عن رسالة الهيئة الموجهة لزعماء العشائر، موضحًا أن الهيئة تعول كثيرا على هذه الأصداء في إفشال كل المشاريع التي تدبر لتقسيم العراق وتجزئته طائفيًا أو عرقيًا أو إقليميًا .
وأكد الضاري على الواقع العراقي يؤكد على انتشار الوعي لدى العراقيين, واتساع رقعة الرافضين للاحتلال ولمشروعه لاسيما بعد انكشاف مطامع الاحتلال، وفشل من اعتمد عليهم الاحتلال لإدارة الدولة.
وأشار الضاري إلى أن الاحتلال ومعاونيه يصارعون الزمن للتغطية على حقيقة الرفض العام والشامل لوجوده .
وقال الضاري: أؤكد أن المقاومة لازالت موجودة، وإذا انحسرت في مكان فهي تنتقل إلى مكان آخر، مؤكدًا على وجود الكثير من الشباب الذين التحقوا بالمقاومة، وأن التراجع الذي حدث خلال الأسابيع الماضية مؤقت وستشهد الأشهر القادمة اختلافًا كبيرًا، مدللًا على ذلك بالضربات الأخيرة للمقاومة والتي تشهد على لملمت أطرافها .
وحول طبيعة العلاقة بين الهيئة وبقية المكونات السنية في العراق أوضح الشيخ أن علاقة الهيئة جيدة بالجميع، لكنه أشار إلى أن الحزب الإسلامي قد رأى من المصلحة أن يقاطع الهيئة، مشيرًا إلى أنهم اتخذوا مسارات مفتعلة ضد الهيئة لا مبرر لها .
وشدد الضاري على رفض الهيئة للفيدرالية لأن تقسيم العراق معناه تمزيق كيان أمة، موضحًا أن الفيدرالية جزء من المشروع الغربي الصهيوني الذي يريد أن يجزأ الأمة، وأن العراق هو البداية .